فهد الحسيني المدرسة التي لم نلتحق بها
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
اليوم فقدنا اثنين من أولئك النادرين في العطاء، العظيمين في الأعمال، الهاربين من الأضواء، هما د. وليد العلي والشاب فهد الحسيني، رحمهما الله، اللذان اغتالتهما يد الإرهاب غدراً وعدواناً وهما يسعيان إلى الدعوة لله في إفريقيا.وأما الدكتور وليد، رحمه الله، فهو أشهر من نار على علم، فهو المدرس الجامعي المخلص، وهو إمام المسجد الكبير المجتهد، وهو الخطيب المفوه والداعية المعطاء، شهد له طلابه وزملاؤه وأحبابه، وأما فهد عبدالمحسن الحسيني فلا أدري ما الذي عمله في السر في حياته حتى يشهره الله سبحانه بالخير بعد وفاته.قليلون يعرفون فهد الحسيني، وحتى من عرفه فلا يدري عنه أنه حافظ وخاتم للقرآن الكريم، وذو صوت شجي، وقليلون يعلمون أن فهداً نذر شبابه للدعوة داخل الكويت وخارجها، واختار أصعب مواطئها وأشقها في إفريقيا، قليلون يعلمون أن فهداً كاره للأضواء والشهرة، ولا يتحدث عن أعماله، قليلون يعلمون أن فهداً رغم وظيفته في السلطة القضائية فإن ذلك لم يمنعه من استغلال وقته باقي اليوم في تعليم أبناء الجاليات والوافدين في المعهد الديني دروس الفقه والعقيدة، قليلون يعلمون أن فهداً يخصص جزءاً من إجازته السنوية للسفر إلى مجاهل إفريقيا لمتابعة أعمال الخير والدعوة إلى الله سبحانه.إن للعمل الخيري والدعوي والتطوعي رجالا ونساء وشبابا وبنات من أبناء الكويت، صدقوا الله في قولهم وعملهم، وبمثل أولئك تفتخر الكويت وترتفع رايتها على الكرة الأرضية، وندعو الله سبحانه أن يجعل الحبيبين وليد العلي وفهد الحسيني من هذه الزمرة الفالحة، وأن يتقبلهما عنده من الشهداء، والله الموفق.