مصر| انتقادات لخطة «رقمنة» الكتاب المدرسي و«التعليم» تنقل التدريبات إلى موقعها
على الرغم من سعى وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، إلى تنفيذ خطة أعلنها قبل نحو أسبوعين، للارتقاء بالتعليم، فإن توجيهاته بشأن ضبط منظومة طباعة الكتاب المدرسي، لاقت انتقادات واسعة لا اعتراضاً على مبدأ التطوير، بل بسبب صعوبة تطبيق فكرة الكتاب الإلكتروني نظراً لضعف خدمة الإنترنت في كثير من المناطق النائية، في محافظات مصر المختلفة.واستهدف التوجه الجديد للوزارة التغلب على ارتفاع سعر طباعة الكتب نتيجة ارتفاع أسعار الورق، عبر عدة إجراءات، فقد اتخذ الوزير قراراً بحذف الاختبارات والتدريبات من الكتب المدرسية لتقليل الصفحات المطلوب طباعتها، والتوسع في شرح بعض الكتب الدراسية كمناهج تفاعلية ورفعها على موقع الوزارة الإلكتروني، ليتحول الكتاب إلى الشكل الرقمي تدريجياً.
وبدءاً من العام الدراسي الذي ينطلق 16 سبتمبر المقبل، سيتم حذف الأجزاء الخاصة بأسئلة تدريبات المراجعة من الكتاب المدرسي، لتكون متاحة إلكترونياً فقط، ويتم تقليل عدد صفحات الكتب المطبوعة. وقال أستاذ المناهج في المركز القومي للبحوث حسني السيد، إن قرار الوزارة يحتاج إلى إعادة نظر، لأن تخفيف الكتاب المدرسي وتحويل جزء التدريبات إلى النظام الإلكتروني غير مناسب لأن مصر من بين أسوأ 10 دول في العالم بالنسبة لخدمة الإنترنت، وهناك قرى في الصعيد والمناطق الشعبية والنائية لم تصل إليها خدمة الإنترنت أساساً.وعارض أولياء الأمور الفكرة أيضاً، وقالت منسقة «حملة تمرد على المناهج التعليمية» عفاف عدوي لـ«الجريدة»: «على الرغم من نوايا التطوير، فإن هناك فئات لا تملك خدمة الإنترنت خاصة طلاب المدارس الحكومية، الذين لا يستطيع أولياء أمورهم الاشتراك في الخدمة، مما سيؤدي إلى عدم قدرة هؤلاء الطلاب على الحصول على أسئلة الكتاب المدرسي إلكترونياً والتي تساهم بشكل كبير في الامتحانات».ولفتت ولية أمر تُدعى هند أحمد إلى أن هناك طلاباً ينتمون إلى أسر فقيرة لا تتمتع بخدمة الإنترنت، وأيَّد خبراء تعليم توجه الوزير، من بينهم رئيس قسم الإعداد في مركز تطوير المناهج سابقاً، زكريا القاضي، الذي وصف القرار بـ«الصائب»، مضيفاً في تصريح لـ«الجريدة»: «التدريبات والأنشطة تشكل عبئاً كبيراً على الكتاب المدرسي وهي مجرد أنشطة عادية يمكن الاستغناء عنها، لافتاً إلى أن دول العالم المتقدم تهتم برقمنة الكتب الدراسية، لتوفير نفقات الطباعة ومواكبة التطور التكنولوجي».