أربيل ماضية في الانفصال... وأنقرة تحذر من حرب أهلية
● الجبوري يدعو للتريث والعامري لبناء الثقة
● السبهان وماكغورك تفقدا «عرعر»
غداة نشر السلطات في كردستان ورقة الاستفتاء، أبقت أربيل أمس، على خططها للانفصال، في حين حذرت أنقرة من مغبة هذه الخطوة وتداعياتها على السلم الأهلي. وشدد الوفد الكردي الزائر لبغداد برئاسة روز شاويس، في بيان، «على ضرورة حل المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم عبر الحوار»، لافتاً الى أن «هناك الكثير منها لم يحل وخيار الانفصال مازال قائماً».وإذ أعلن الوفد أنه لن يتم تأجيل الاستفتاء على الاستقلال باعتباره أصبح بيد الشعب الكردستاني، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، من أن انفصال المنطقة الكردية يفاقم الوضع بالعراق وقد يؤدي إلى حرب أهلية.
وتزامن التحذير التركي مع تحرك مفاجئ لرئيس الأركان الإيراني الذي وصل أنقرة لبحث ملفات عدة على رأسها ملف استفتاء الأكراد، وذلك وفقاً لوسائل إعلام تركية، أشارت إلى تنسيق مشترك بين أنقرة وطهران لمنع إجراء الاستفتاء، لاسيما في ظل المخاوف من أن تشجع هذه الخطوة أكراد تركيا وإيران على الانفصال.وغداة لقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي للوفد الكردي وإعرابه عن أسفه لطرح موضوع استفتاء الاستقلال خصوصاً بعد تعاون بغداد وأربيل ونجاحهما في القضاء على تنظيم «داعش»، أكد رئيس البرلمان سليم الجبوري، للوفد ذاته أمس، ضرورة إعادة الثقة بين مكونات الشعب وتفعيل المشتركات وضرورة حتمية لتجاوز التحديات. وقال الجبوري في بيان، «إننا نحترم توجهات جميع الأطراف مع موافقتها للدستور وبما يعزز اللحمة الوطنية ويحفظ الاستقرار»، مضيفاً، أن «خيار الاستفتاء يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية بما يكفل مصلحة العراق مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف، التي يمر بها البلد».ودعا إلى «أهمية مواصلة الحوارات لتجاوز الخلافات السياسية والأمنية بين جميع الأطراف بما يحقق المصالح التي تحفظ وحدة العراق»، كما دعا إلى «الابتعاد عن التصريحات المتشنجة من قبل الجميع والتريث في اتخاذ مواقف مصيرية يمكن أن تنعكس سلباً في المناطق التي فيها تداخل اجتماعي متنوع».وخلال لقاء مماثل، أكد أمين «منظمة بدر» هادي العامري، أهمية وحدة العراق واستبعاد خيارات الحرب بين مناطقه، مشدداً «على أهمية الحوار الجاد والبناء وتوفر حسن النية وبناء الثقة بين بغداد وأربيل لحل المشاكل، ووجوب الاحتكام إلى الدستور». ومع إرسال القوات المشتركة المزيد من التعزيزات لبدء عملية اقتحام آخر معاقل «داعش» في محافظة نينوى، كشفت مصادر استخبارية عراقية أمس، عن فرار أكثر من 2000 عائلة من أهالي قضاء تلعفر خلال الأيام الخمسة الماضية وتم نقلها إلى مخيم حمام العليل جنوبي الموصل حيث يخضعون للتدقيق الأمني.وفي صلاح الدين، قتل أمس، تسعة من رجال الشرطة الاتحادية وأربعة انتحاريين في هجوم لعناصر «داعش» على مقرات أمنية في منطقة 600 دار شمالي قضاء بيجي.وفي طوز خورماتو، اندلعت اشتباكات «عنيفة» بين «داعش» وقوات البيشمركة غرب القضاء.وفي خطوة مهمة لإعادة العلاقات إلى سابق عهدتها، تفقد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي والسفير السابق لدى بغداد ثامر السبهان والمبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك أمس، منفذ عرعر الحدودي مع العراق. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، إنه استقبل السبهان وماكغورك في زيارة الهدف منها الاطلاع على واقع المنفذ وآلية العمل به، فضلا عن آلية استقبال الحجاج واستعداده ليكون تجارياً أمام البضائع بين الرياض وبغداد». ونشر السبهان صورة على «تويتر» خلال وجوده في عرعر إلى جانب ماكغورك والعيساوي، وكتب في تغريدة، «من عراق الأخوة والمحبة منفذ عرعر العراقي».