في خطوة ينتظرها الشارع الرياضي منذ فترة ليست قصيرة، وتلقاها بارتياح شديد، تفاؤلاً بما قد ينجم عنها من إنهاء أزمة تعليق النشاط الكروي إلى غير رجعة، إذا سارت الأمور في نصابها السليم والصحيح، وقّع 11 نادياً كتاباً أعده نادي السالمية، يتضمن مقترحاً بتعديل النظام الأساسي للاتحاد، مع عقد جمعية عمومية غير عادية لتعيين لجنة خماسية لإدارة شؤونه، خلفاً للحالية التي تنتهي مهمتها 25 الجاري، وتم إرسال الكتاب إلى سكرتارية الاتحاد الكويتي لكرة القدم، ما يعني أن الكرة تحولت إلى ملعب "الفيفا".وينص المقترح على منح الأندية حق الدعوة إلى "عمومية" غير عادية عند تعليق النشاط الرياضي خارجياً، أو في حال عدم تمكن مجلس إدارة الاتحاد من أداء دوره، وبالتالي تعيين لجنة خماسية لإدارته عبر أعضاء الجمعية.
ورغم أن خطوة الأندية جاءت متأخرة، فإن المجيء متأخراً خير من عدمه، وما يحسب لهذه الخطوة، بعيداً عن تأخرها، هو استشعار قياديي الأندية المسؤولية، وعدم وقوفهم مكتوفي الأيدي على غرار مواقفهم السابقة، بالإضافة إلى وضعهم المصلحة العامة نصب أعينهم، ما يبشر بأن الأيام المقبلة قد تحمل مزيداً من المواقف لمصلحة الرياضة.بهذا الكتاب، ألقت الأندية الـ11 الكرة في ملعب "الفيفا" الذي تشدق دائماً بأهمية دور الجمعية العمومية، والتي تعد السلطة التشريعية العليا وفقاً للنظام الأساسي للاتحاد الكويتي لكرة القدم، وغيره من الاتحادات الأهلية والقارية والدولية، حيث تعتبر "العمومية" سيدة قراراتها، وصاحبة الكلمة الحاسمة في كثير من الأمور المهمة.ويعكس هذا الكتاب تحمل الأندية مسؤوليتها بعد تعليق النشاط الكروي الخارجي بقرار متسرع وظالم من "الفيفا" في 16 أكتوبر 2015، في ظل الصمت المريب لمجلس إدارة اتحاد الكرة السابق الذي ترأسه الشيخ طلال الفهد وعدم دفاعه عن حقوق الكرة الكويتية ضد قرار الإيقاف.واللافت أن أندية خيطان والقادسية والشباب فضلت البقاء خارج السرب بعدم التوقيع، وكأن الأمر لا يعنيها، أو أن استمرار تعليق النشاط يروق لمسؤوليها، لذا واصلت دورها المحدد لها بمتابعة الموقف عن كثب دون التحرك قيد أنملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على غرار ما فعلته بقية الأندية.نيابياً، حظيت مبادرة الأندية الـ11 بدعم وتأييد عدد من أعضاء مجلس الأمة، حيث رأوا أنها تعكس "مسؤولية وطنية إزاء الرياضة الكويتية".وقال النائب راكان النصف إن هذه الخطوة "تأخرت كثيراً، وكان من المفترض أن تكون منذ بداية الأزمة حرصاً على الرياضة الكويتية"، معتبراً أن "تصحيح الأندية للمسار ودعوتها إلى عمومية غير عادية للخروج من الأزمة موقف يسجل لها".وأكد النصف، في تصريح أمس، دعمه لكل ما يصب في مصلحة شباب الكويت ويرفع الإيقاف عن رياضتها، مستغرباً موقف قلة من الأندية، رفضت العمل مع البقية لتصحيح المسار.وفي حين اعتبر مراقب مجلس الأمة نايف المرداس أن خطوة الأندية "تنم عن الحس والمسؤولية الوطنية"، آملاً أن ينتهي اجتماع "العمومية" إلى إصدار قرار يؤدي إلى رفع الإيقاف، أبدى النائب خالد الشطي تأييده للمبادرة، واصفاً الدعوة لعمومية غير عادية بأنها خطوة إيجابية لعودة النشاط الرياضي الخارجي. وبينما صرح النائب فراج العربيد بأن "الإجراءات الحكومية والتعديلات التشريعية السابقة لم تقنع الفيفا برفع الإيقاف"، أكد أنه لا يمكن أن يظل الرياضيون الشباب يعانون تلك العقوبات بسبب الأخطاء السابقة، داعياً جميع الأندية إلى "الإجماع على ضرورة رفع الإيقاف رحمة بالكويت وشبابها".وقدم النائب محمد الهدية تحيته إلى مجالس إدارات الأندية لاستشعارها المسؤولية لإنهاء معاناة الرياضة، في حين أكد النائب حمود الخضير أن اتجاه الأندية إلى عقد العمومية خطوة إيجابية لمعالجة المشكلة، وهو ما وافقه عليه النائب فيصل الكندري الذي أكد مساندته ومباركته لهذه الخطوة، معتبراً أنها "ستسقط حجج المنظمات الدولية بوجود تدخل حكومي، وسيعرف الشارع الرياضي من يريد رفع الإيقاف من أجل الرياضة والرياضيين، ومن يريد عودة المتنفذين تحت شعار الرفع".وأكد النائب ماجد المطيري تأييده للجهود الرامية إلى عقد العمومية، مشيراً إلى أن هدفها المعلن بتعديل النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم، من شأنه أن يقدم الصورة الواضحة إلى "الفيفا" بأن الأندية هي التي عدّلت النظام الأساسي وفقا لقناعاتها، بعيداً عن أي ضغوط حكومية.
صورة ضوئية لكتاب السالمية الذي وقعه ١١ نادياً
صورة ضوئية لكتاب السالمية الذي وقعه ١١ نادياً
5 احتمالات
بعد توقيع 11 نادياً كتاب نادي السالمية الذي قدمه إلى اتحاد كرة القدم، لتعديل النظام الأساسي، وعقد عمومية غير عادية لتعيين لجنة خماسية لإدارة شؤون الاتحاد، هناك خمسة احتمالات تتعلق بموقف «الفيفا» من هذا الكتاب، أولها موافقة الأخير على صحة دعوة انعقاد العمومية، وذلك يعني الموافقة على القرارات التي ستتخذها، والثاني احتمالية أن يؤكد «الفيفا» أن هذا شأن داخلي على غرار الكثير من الوقائع السابقة، وهو يُعد موافقة ضمنية على صحة الانعقاد وكذلك القرارات المتخذة.وفي الاحتمال الثالث قد لا يرد «الفيفا» على الكتاب الذي سيصل إليه، وهو أمر يُعد كذلك بمنزلة الموافقة الضمنية على القرارات المنتظرة، بينما يتمثل الرابع في رفض الاتحاد الدولي هذا الكتاب لأي سبب، أما عن الاحتمال الأخير فقد يطالب «الفيفا» بتنفيذ طلبه بضرورة عودة الاتحاد المنحل قبل عقد العمومية.ومن المؤكد أن الاحتمالات الثلاثة الأولى ستنهي أزمة الكرة تماماً، بينما قد يدفع الأخيران الأندية إلى اللجوء لمحكمة التحكيم الرياضي «كاس» ضد «الفيفا»، للحفاظ على حقوق الجمعية العمومية في تقرير مصير الاتحاد الذي تنتمي إليه.