اختيارات حطب الدامة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
هناك رأي يشبِّه وضع هذا المجلس (التخطيط) بالقاطرة، فيكفي أن هناك ثلاثة أو أربعة أشخاص جيدين، يمكنهم أن يَجروا بقية عربات القطار، ولو كانت تلك العربات الأخيرة فارغة بدون محتوى ولا بضاعة تحملها، وهذا صحيح، لكنه ليس بيت القصيد هنا، فالموضوع المؤلم هو نهج الاختيار وطريقة الإدارة عند الحكم، فما كان يمكن تفويته والسكوت عنه بمضض أيام العز وثراء الدولة لا يمكن تقبله اليوم والدولة واقتصادها يمران بأصعب أيامهما؛ فالتحديات الاقتصادية في غياب أي أمل لتعافي أسعار النفط مع حالة شبه ركود اقتصادي بالعالم، والمستنقع الأمني الخطير المحيط بالدولة، كلاهما يمليان على إدارات حصيفة واعية يفترض أنها تعلمت من تجاربها التاريخية الفاشلة المرة تلو المرة، ضرورة أن تغير نهجها وطريقتها في إدارة الأمور بالدولة، وكان عليها أن تقتنع بأن ما صلح في الماضي لم يعد صالحاً اليوم، وأشخاص الإدارة الذين فشلوا بالأمس لا يرتجى منهم أن يقدموا شيئاً في الحاضر.لا معنى لأن نكرر أمثالاً مثل "هذا سيفوه..."، أو نستذكر عبارة "على من تقرأ مزاميرك يا داود"، فآخر ما تحتاجه الدولة، وهي بحالتها "الكسيفة" اليوم، ونحن ما زلنا في أول الطريق الوعر، هو ذلك العناد والإصرار على النهج المهترئ ذاته بدولة المحسوبيات والترضيات على حساب الكفاءة ومعايير العدالة وحكم القانون، ولم يعد مفهوماً ولا مقبولاً أن نسمع حكايات يرددها الكثيرون بأن كل شيخ متمكن يأتي للوزارة يفرض وزيراً آخر معه في التشكيل الوزاري، وأن هذا الشخص الذي عين أخيراً في ذلك المنصب محسوب على فلان كمسؤول كبير، أو أحد أفراد الأسرة الحاكمة، توقفوا عن لعبة الدامة قبل أن تلعب بنا الأيام.