السيناريست محمد كرار: سعيد بنجاح «سمكة وصنارة»

«سمكة وصنارة» التجربة الأولى في حياتك كمؤلف سينمائي، كيف تراها وبما خرجت منها؟

جميل أن ترى حلمك يتحقق بالصبر وبالعمل والاجتهاد على السيناريو ورسم الشخصيات، ما يسعد أي فنان ويدفعه إلى التفكير في المقبل والعمل بالجهد نفسه.

من أين جاءتك فكرة «سمكة وصنارة» ومتى بدأت العمل عليها؟

الفكرة مكتوبة من 2011. كنت أرغب في كتابة فيلم يتضمن لعبة ما أو مواقف مختلفة، ثم وقع اختياري على النصاب «حمص» الذي يتعامل بذكاء للإيقاع بضحاياه، ولأنه لا يحمل ولاء لأي شخص ولا حتى لأصدقائه، يبتعد الجميع عنه، بل يخططون للإيقاع به.

شخصيات وتأجيل

هل الشخصية الرئيسة من خيالك أم شخصية واقعية؟

هي ليست مماثلة للواقع تماماً، ولكنها صيغت من خلال مواقف نصب رأيتها عن قرب، إضافة إلى خيالي الشخصي كمؤلف.

ماذا عن ترشيحاتك للأبطال، وهل وافقت الاختيارات رؤيتك؟

دعني أقول لك إنني لا أضع أشخاصاً محددين نصب عيني وأنا أكتب. لكن ثمة أسماء تكون الأنسب مثل الفنان كريم قاسم الذي رأيته ملائماً لدوره فاقترحته، ونال قبولاً من بقية الصانعين، فيما اختار أحمد الترك الفنان أمير صلاح الدين، وتولى المخرج طارق عبد المعطي ترشيح بقية الممثلين بعد تشاور بين طاقم العمل.

أشرت إلى أنك انتهيت من الكتابة قبل ست سنوات، فلماذا تأخّر الفيلم؟

النص مكتوب من ست سنوات، وعرضته على شركات إنتاج عدة ولكن لم أتوصّل إلى تعاقد، حتى التقيت المنتج أحمد الترك وحين قصصت عليه الفيلم وافق عليه، وبناء عليه وقعنا التعاقد عام 2015 وبدأنا نعمل على تنفيذه حتى خرج إلى النور.

لماذا تأجّل الفيلم عاماً كاملاً؟

بسبب مشاكل إنتاجية في البداية، وبعد تجاوزها كانت العودة بطاقم عمل جديد أكمل مسيرة الفيلم حتى انتهينا منه تماماً وعرض على الشاشات.

بداية ونجاح

كانت بدايتك من خلال سيت كوم «راجل وست ستات»، بينما الفيلم أول أعمالك السينمائية. ما الفرق في إحساسك عند عرضهما؟

رغم أن عملي الاحترافي كان من خلال المسرح والتلفزيون، فإن هدفي الرئيس هو السينما ومنذ عام 2009 لم تشغلني إلا الكتابة لها. من ثم، قررت الابتعاد عن الورش والسيت كوم والتركيز في السينما. لم أطلق إلا «سمكة وصنارة»، ولكن الشعور رائع للغاية.

ألا ترى أن الفيلم تعرّض للظلم بسبب عرضه في عدد محدود من الصالات؟

العدد مناسب لحجم الموازنة وأبطال الفيلم، وهم ليسوا نجوم شباك أوائل. أطلق الفيلم في 25 دار عرض في القاهرة والجيزة والمحافظات، وبعد الأسبوع الأول بدأ التوزيع، وهذا أمر جيد.

هل تقيس النجاح بالإيرادات أم برد فعل الجمهور حول العمل؟

النجاح بلغة السوق هو الإيرادات، لكنّ أفلاماً كثيرة لم تحصد إيرادات وعند عرضها تلفزيونياً حققت نجاحاً كبيراً واحتلت مكانة كبيرة على عكس أفلام حصدت إيرادات مذهلة ثم نسيها الجمهور. والحمد لله، ردود الفعل حول الفيلم جيدة للغاية ويكفي سعادة الناس به، لا سيما أنهم فوجئوا بأنه ليس فيلماً خفيفاً، بل يطرح رؤية ورسالة مهمة.

رؤية وأفلام

هل توافقت رؤيتك مع المخرج طارق عبد المعطي؟

تطرأ هذه المشكلة حين يعرض الكاتب معالجة فيلم غير مكتمل، فتكون الرؤية غير واضحة، من ثم يتدخّل المخرج. لكن لو كان السيناريو مكتملاً ومحكماً والشخصيات واضحة فإما يُعجب المخرج بالفيلم من اللحظة الأولى أو يرفضه. وفي الحالة الأولى، ربما يقترح تغييرات بسيطة لا تضر بالشخصيات فيما يهتم بالصورة أكثر. والحمد لله، كان بيننا توافق قبل بدء العمل.

ماذا عن كواليس العمل؟

الحمد لله، كانت لطيفة للغاية، وكان هدف أمير وكريم ورحمة الأول أن يخرج الفيلم بشكل جيد. صحيح أنه مرّ بعثرات ربما تركت فيه أثراً بفعل الضغط في التصوير، ولكن عموماً قدّم الجميع أدوارهم بشكل جيد.

هل صحيح أنك كنت تعاقدت مع المنتج نفسه على فيلم آخر قبل «سمكة وصنارة»، وماذا عنه؟

الفيلم هو «أربع حيطان». كنا توقفنا عن العمل به لننتهي من «سمكة وصنارة»، ولا جديد في هذا الشأن. كذلك انتهيت من كتابة فيلم آخر، وأكتب أفلاماً أخرى راهناً.

حول المشاركة في مسابقات تقييم السيناريوهات مثل «ساويرس الثقافية»، يقول محمد كرار: «لم أتقدّم إلى مثل هذه المسابقات لأن معظم الأعمال الفائزة لم يدخل حيز التنفيذ، ويخرج المؤلف بمجرد الإشادة بالفيلم وبالجائزة المالية».

يتابع: «سمعت عن أفلام مميزة شاركت في هذه المسابقات، لكن للأسف لم ينفذ منها إلا «واحد صفر».