أصبحت السمنة مرضا شائعا في السنوات الأخيرة عند الأطفال والكبار، وأصبح الوصول إلى الوزن الطبيعي والثبات عليه صحياً معضلةً عند غالبية الناس، في حين يبحث الكثيرون عن كل الوسائل العلاجية أو الدوائية أو الطبيعية الفعالة لذلك ودون جدوى! أو كما يقول لي أحدهم: "وكأن كل الشركات الطبية متفقة ضد البدناء"، مع اختلاف الوسيلة، وباختلاف الجنس والعمر، وهذه بحد ذاتها هي الحقيقة المرة!ويجهل الكثيرون أن إنقاص الوزن وعلاج مرض السمنة يعتبر مثل باقي الأمراض، إذ يحتاج المريض إلى تغيير كل الأخطاء التي أدت إلى زيادة الوزن وتصحيحها، وذلك لأن الجسم يصدر إنذارات للغدد والأعضاء المساعدة على ذلك، ويشتد القتال بينها، ويحدث نقص في الوزن تدريجيا ببطء ودون أن يشعر المريض، إلى أن تنتهي المعركة بفوز أحدهما، إما البقاء على الوزن الحالي أو تصحيح الأخطاء والنزول بالوزن إلى الطبيعي والثبات عليه، وهذا هو الهدف الصحي المنشود!
وفي كل الأحوال يتغير الوزن بدرجة طبيعية حسب نوعية الوجبات وكميتها، والحركة اليومية، كما أن لكمية شرب الماء الحي (غير المعالج) أهمية كبرى في تصحيح اضطراب الغدد المسؤولة والجهاز الهضمي. عمليا نرى أن الوزن الطبيعي يتغير كل أسبوع صاعدا أو ناقصا 1-2 كيلوغرام حسب الطاقات الحارقة في الجسم ومستوى الحركة، فإذا كان بعضهم يركز على نوع معين من المادة الغذائية ويعتمد عليها كأتكنز للبروتين، أو قاطع الكاربس (الكاربوهيدرات) وغيرها، مما يؤدي إلى خطأ فادح في التمثيل الغذائي في الجسم وتعطيل لغدد أخرى، مسببا ثبات الوزن غير الطبيعي أو عدم الاستجابة للأنظمة الصحيحة فيما بعد.لذلك فإنه من الأهم في البرامج الصحية أن تحتوي كل وجبة على جميع المواد الغذائية الخام كالسكر والملح والحبوب الكاملة والخضراوات الطازجة، واللحوم غير المعالجة والزيوت غير المهدرجة، وبمساعدة الماء الحي النقي، وشرابه بكميات كافية، فذلك يعمل على تنقية الدم وتنشيط الغدد الصحية العاملة على "إعطاء كل ذي حق حقه" من الطاقة الغذائية وشحنات الحرق اللازمة، وتوفير الجرعات الغذائية لكل أعضاء الجسم وخلاياه. وللحفاظ على الوزن الطبيعي، فإنه من الأفضل أن تحتوي وجبة الإفطار على أعلى نسبة بروتين خلال اليوم، ووجبة العشاء على أقل نسبة نشويات! إلا إن كان الشخص يتناول علاجات مزمنة، وهنا لابد من الرجوع إلى الطبيب والمعالج الغذائي والربط بينهما لضبط جرعات الدواء والتغذية.كما أن الحياة اليومية الصحية لها تأثير مباشر على إنقاص الوزن أو ثباته، فعلى سبيل المثال عدد ساعات النوم الليلية، وكمية شرب الماء اللازم، وعدد دقائق الرياضة اليومية بما فيها البدنية والروحية (كالصلاة والتفكر والقراءة)، كل ذلك سيساعد الجسم ويصل به إلى الصحة الطيبة والعافية اللازمة للاستمتاع بهذه الحياة الجميلة.* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية
مقالات - اضافات
صعوبة إنقاص الوزن بعد ثباته
18-08-2017