الروس والأميركيون وصواريخ جونغ أون!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والمهم أن الروس، الذين أثبتوا في عهد فلاديمير بوتين أنهم لاعب رئيسي يجب أن يُحسب له ألف حساب اتبعوا في عهد هذا الرئيس الجديد دونالد ترامب تلك الحكمة التي تقول: إن عليك ألا تدع خصمك ينهض مجدداً إن أوقعته أرضاً، لأنه إن نهض فسيوقعك أرضاً، وهذا هو ما حصل بالفعل، إذ ما كاد الأميركيون يمسكون ببعض أوراق الشرق الأوسط المتفجر، وخاصة الورقة السورية وورقة التنظيم الإرهابي "داعش"، حتى وضعت موسكو في وجوههم كوريا الشمالية المنفلتة من كل عقال، ودفعت كيم جونغ أون ليتخذ وضعية الطفل المشاغب الذي يحمل في يده قنبلة يدوية جاهزة للانفجار.وهكذا، ما كاد الأميركيون يسيطرون على هذه اللعبة الإرهابية، التي اسمها "داعش"، وما كادوا يبدأون هجومهم المضاد على إيران، التي باتت تسابق الزمن لامتلاك القنبلة النووية، حتى وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أثبت أنه لاعب دولي "لا يقعقع له شنان"، أمامهم جونغ أون، هذا الذي لا يمكن الركون إلى أنه لن يلجأ إلى ما يهدد به، وهو إطلاق صواريخه "البالستية" على جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي.لا شك في أن بوادر تهدئة قد طرأت في اليومين الأخيرين على الأزمة الأميركية – الكورية، لكن هذا يجب عدم الاطمئنان إليه، أولاً: لأن هذه التهدئة قد تكون من أجل إعطاء فرصة للمساومات الأميركية – الروسية التي تجري وراء ستار، وإنهاء هذا الإشكال بالطرق السلمية، وثانياً: لأن كيم جونغ أون شاب مغامر وطائش، وقد تدفعه لحظة "هيستيريا" جنونية إلى استخدام صواريخه "البالستية" ليس على جزيرة غوام البعيدة في المحيط الهادي، وإنما على أي هدف أميركي في كوريا الجنوبية.