آه أيها القلب كم تعاني كلما فقدت غالياً عليك ومن أغلى من فنان ملأ قلوبنا بالحب، وشتل زهرات الفرح في قلوبنا سقاها من عرقه وجهده وسهره وعناء صحته. تلك زهرات ستبقى حيّة لفنان عظيم ولفنه الأعظم الذي تعدى حدود بلدنا، وكان شاهداً على أننا نمتلك موهبة نادرة.نهر الدموع تفجر لحظة جاء خبر وفاته، ونهر دموع ودعه إلى مثواه الأخير ملفوفاً بالعلم مغطى بالزهور ممهوراً بالدعوات وبالرحمة له.
الفجيعة كبيرة وكان لابد أن نلتقط الأنفاس حتى نصدق ولم نزل حتى اللحظة لم نغتسل من الألم وسيطول علينا الوقت حتى تجف دموع الفراق.أحببناه؟ نعم أحببناه كان دائماً في قلوبنا القمر الذي لا يأفل والشمس التي لا تغيب، وسيبقى حياً ماثلاً أمام أعيننا لم يبخل علينا بالضحكة كلما أحزنتنا مصائب الدهر وما أكثرها في حياتنا، ننسى أعزاء كثراً لأنهم لم يتركوا لنا تراثاً يذكرنا بهم، لكن الفنان العظيم عبدالحسين ترك لنا ما نحتاج إليه من الفرح وترك لنا أعمالاً ستظل تؤثر فينا وتملأنا بالفخر به. في سنواته الأخيرة كانت تلم به بين حين وآخر وعكات صحية قاسية، وكنا نضع أيدينا على قلوبنا خشية أن يفارقنا، ويعود لنا الأمل حين يعود معافى تشع ضحكته في قلوبنا كشمس جديدة. لكنه رحل وكأنه يعتذر "لقد تعبت ولن أعدكم بالرجوع".آه يا أبا عدنان فراقك خيم علينا وسيظل ربيعك الجميل مزهراً إلى الأبد. وداعاً يا أغلى الناس.
توابل - مسك و عنبر
في القلب تبقى
18-08-2017