تلقف أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض والنازيون الجدد بحماس تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول، ورأوا في إصراره على ضرورة إلقاء اللوم على المجموعات اليسارية بشأن العنف الدامي الذي شاب مسيرة "وحدوا اليمين" في شارلوتسفيل بفرجينيا، تأييدا لقضيتهم.وكتب مؤسس موقع "ديلي ستورمر" المؤيد للنازيين الجدد والمعادي للسامية اندرو انغلن، الذي يشكل مركزاً لليمين المتشدد، "هذا الرجل يقوم بكل ما في وسعه لدعمنا وعلينا الاصطفاف خلفه".
أما المنظم القومي الأبيض لمسيرة "وحدوا اليمين ريتشارد سبينسر"، فأشاد بتصريح ترامب، الذي وصفه بـ"العادل والواقعي" مضيفاً أنه فخور بالرئيس.وبينما أضاف ترامب عدداً من العبارات العامة، التي دان فيها النازية والعنصرية، أشادت المجموعات المؤيدة لحركة "آلت رايت" بتحميله اليسار جزءاً من المسؤولية.وأعرب الزعيم السابق لجماعة "كو كلوكس كلان" التي تؤمن بتفوق البيض ديفيد ديوك، عن تقديره لترامب. وأعاد جاك بوزوبييك، أحد مسؤولي "آلت رايت"، نشر تغريدة ترامب عبر "تويتر"، فقال "بلغنا وقت الذروة الآن" و"ليلة سعيدة آلت ليفت (اليسار البديل)"، في وقت كان الرئيس يتحدث عن المسألة إلى الصحافيين من برجه ترامب تاور بنيويورك.وضم جيمس كيركباتريك، رئيس منظمة "في دي ايه آر اي" التي تسعى إلى حصر الهجرة لتشمل الأوروبيين البيض وحدهم، صوته إلى أصوات المرحبين بموقف ترامب.واندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض من جهة، ومحتجين مناهضين للعنصرية، أسفرت عن مقتل امرأة عندما دهس شخص يشتبه في أنه متعاطف مع النازيين بسيارته حشداً من المتظاهرين.وتوالت الانتقادات الموجهة إلى ترامب من قادة سياسيين، بينهم عدد من الرؤساء السابقين، لإلقائه باللوم على الطرفين. ودعا الرئيسان الأميركيان السابقان جورج بوش الأب والإبن الولايات المتحدة إلى "نبذ التعصب العرقي، ومعاداة السامية والكراهية بكل صورها". كما انتقد النائب الجمهوري ليندسي غراهام ترامب أمس الأول مقارنة ترامب بين العنصريين وأشخاص مثل هيذر هاير التي قتلت عندما دهستها سيارة.وأمس نفى ترامب أنه عقد مقارنة بين النازيين الجدد والأشخاص الذين يتظاهرون ضدهم في مسيرة بولاية فرجينيا، وكتب: "ليندسي غراهام الساعي للدعاية أشار على نحو كاذب إلى أنني قلت أن هناك مقارنة بين (كو كلوكس كلان) والنازيين الجدد والعنصريين البيض وأشخاص مثل السيدة هاير، وهذه أكذوبة مقززة ".وندد وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بالخطأ الجسيم، الذي ارتكبه ترامب حيث وضع النازيين الجدد والعنصريين على قدم المساواة مع أولئك العنصريين، بدلاً من أخذ مسافة واضحة منهم.
تأقلم «البنتاغون»
وفي تناقض مع تصريحات الرئيس، دان رئيس أركان الجيوش الجنرال جو دنفورد العنصرية والتعصب الأعمى، أمس، ليضم بذلك صوته إلى قادة عسكريين استنكروا العنف الدامي.وقال الجنرال جو دنفورد، خلال زيارته إلى بكين، "يمكنني أن أقول لكم ،بشكل مطلق ولا لبس فيه، ألا مكان للعنصرية والتعصب الأعمى في الجيش الأميركي أو الولايات المتحدة ككل".وهاجم كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، ستيف بانون، القوميين البيض ووصفهم بأنهم بهلوانات. واعتبر بانون، الذي شغل سابقاً منصب رئيس قناة "بريتبارت نيوز" اليمينية المتشددة، التي يُنظر إليها كمحطة رئيسية للقوميين وعامل رئيسي في فوز ترامب بالرئاسة، أن "الرهان على القومية العرقية رهان خاسر".سجالات حامية
وبعد أيام من السجالات حامية الوطيس بشأن احتمال التدخل عسكرياً للتعامل مع الأزمة مع كوريا الشمالية على خلفية برامجها الصاروخية والنووية، وجد مسؤولو وزارة الدفاع (البنتاغون) أنفسهم نهاية الأسبوع الماضي دون سابق إنذار يحاولون هضم المفاجأة التي أطلقها سيد البيت الأبيض.فقد وقف ترامب أمام الكاميرات خلال إجازته، وقال إن الولايات المتحدة تنظر كذلك في خياراتها في الشأن الفنزويلي، والتي قد تتضمن "خياراً عسكرياً محتملاً إذا تطلب الأمر". وشكل ذلك إعلاناً أربك "البنتاغون".كما تعهد بمواجهة كوريا الشمالية "بنار وغضب لم يشهد العالم لهما مثيلاً" في حال واصل زعيمها كيم جونغ-أون التهديد بقدرات بلاده الصاروخية المتنامية. ولم يتضح إلى أي درجة نسق ترامب رسالته مع وزارة الدفاع.حل المجلسين
وبعد ارتفاع عدد الأعضاء المستقيلين إلى ثمانية خلال الأيام الثلاثة الماضية، قرر ترامب حل مجلس التصنيع الأميركي والمنتدى الاستراتيجي والسياسي.وكتب ترامب على "تويتر": "قررت حل هذين المجلسين بدلاً عن ممارسة الضغوط على أعضائهما من رجال الأعمال وسيدات الأعمال. وأقدم شكري للجميع".ووافق ترامب على تعيين المتحدثة السابقة باسم حملته الانتخابية الرئاسية هوب هايكس لشغل منصب المدير المؤقت للاتصالات فى البيت الأبيض.ميليشيا مسلحة
وكمؤشر على التوتر في المجتمع الأميركي، يلتقي كريس هيل أصدقاءه خلال عطلة نهاية الأسبوع في غابة منطقة جاكسون في ولاية جورجيا في جنوب الولايات المتحدة حيث يقود ميليشيا محافظة أنشأها في 2008 يقول إنها لدرء كل الأخطار.ويجمع هيل، الذي يعمل مساعداً قانونياً، أشخاصاً يدافعون عن القيم المحافظة في الجنوب الأميركي الحريص على إرثه الكونفدرالي المتصل بالحرب الأهلية الأميركية والمدافع عن تفوق العرق الأبيض والأفكار العنصرية ضد السود والأقليات الأخرى الدينية والعرقية.ورغم الحر، يتدرب نحو عشرين عضواً في ميليشيا قوة جورجيا الأمنية على القيام بدوريات في الغابة وإطلاق الرصاص الحي خلال محاكاة اقتحام منزل.