حكومة لبنان تتصدع على وقع الزيارات لسورية
صقر رداً على فنيانوس: لا داعي لصورة الأسد... فسلال المهملات ممتلئة
في أول تصدع حكومي لحكومة الرئيس سعد الحريري، وصل إلى دمشق، أمس الأول، وزيرا «حزب الله» وحركة «أمل» حسين الحاج حسن وغازي زعيتر، للمشاركة في معرض دمشق الدولي، وانضم إليهما، أمس، وزير المردة يوسف فنيانوس. وكان لافتا التكريم السوري المميز للوزيرين، أمس الأول، حيث أقيم لهما استقبال حاشد في جديدة يابوس، وتولى التلفزيون السوري نقل الوصول مباشرة. ولم يسلم مجلس الوزراء، أمس، من تداعيات الزيارة، فسأل وزير الإعلام ملحم الرياشي الوزير فنيانوس (قبل توجهه إلى دمشق): «ماذا ستحضر معك من سورية؟» فردّ عليه: «سأجلب معي صوراً للرئيس بشار الأسد». وقال له: «لمن ستعطيهم»، فأجابه: «للرئيس الحريري».واستدعى كلام فنيانوس رداً من عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر، الذي قال: «لا داعي لهذه الهدية الملوثة، فسلال المهملات ممتلئة». وأضاف: «ألفت نظر الوزير فنيانوس الى عدم قبول اي هدية اخرى من الاسد، خصوصا اذا استلمها من بثينة شعبان او علي مملوك».
وقال فنيانوس، بعد مغادرته الجلسة: «حان وقت سورية. إنّ تيار المردة لم تنقطع زياراته لسورية خلال السنوات الست، ولم نتعمد إخفاء زياراتنا، ولم نغب عنها كوزراء أو مسؤولين في تيار المردة. وفي ما يعود الى الوزراء المشاركين، أنا أعلم أن حزب الله لم ينقطع عن سورية، وأن التشاور بين دولة الرئيس نبيه بري والجمهورية العربية السورية قائم على أعلى المستويات، وكذلك الزيارات». وتابع: «عندما ألفت الحكومة كان هناك اتفاق على تحييد المواضيع الخلافية، ومنها العلاقة مع سورية وسلاح حزب الله ومشاركته في سورية، وإيران وعلاقة تيار المردة مع الرئيس السوري بشار الاسد، والعلاقة مع السعودية. البعض قال إن هذه الملفات خلافية ولن نخوضها في مجلس الوزراء، وفجأة قرر الخوض فيها، لكن الرئيس الحريري ما زال ملتزما عدم ادخال هذه الملفات في مجلس الوزراء. ويعتبر أن كل انسان يتوجه على مسؤوليته وشخصه، والخلاف الحاصل الآن هو الذهاب بصفة رسمية أو غير صفة رسمية». كما حصل خلاف خلال جلسة مجلس الوزراء على خلفية مسألة نقل اعتماد من الخزينة بقيمة 150 مليون دولار إلى هيئة «أوجيرو» لتطوير شبكة الهاتف الثابت. ونتيجة هذا الخلاف انسحب كلّ من وزير الاتصالات جمال الجراح ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، غاضبَين من الجلسة، وتوجّها إلى خارج القصر، إلا أنّ الوزراء نهاد المشنوق، وعلي حسن خليل ويوسف فنيانوس وجان أوغاسابيان لحقوا بهما لمحاولة إقناعهما بالعودة إلى الجلسة، وقد نجحوا في ذلك. واستهلّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جلسة مجلس الوزراء، أمس، بإطلاع الوزراء على نتائج اللقاء الحواري الذي انعقد الاثنين الماضي في قصر بعبدا. وقال: «كان النقاش جيدا وبناء وأظهر وجود بعض الثغرات في قانوني السلسلة والضرائب، ويجري العمل على تصحيحها». وتناول عون الوضع الأمني، فأكّد أنّ «الجيش يقوم بواجبه على مدار الساعة من أجل تحرير الأرض في المنطقة الجردية الحدودية، وهو يعمل على الأرض»، مشدّدا على أنّ «من هو على الأرض يعرف طبيعة المعركة وطرق خوضها، ويجب دعم المؤسسة العسكرية في هذه المهمة الوطنية»، متمنيا «ترك هذا الموضوع الى قيادة الجيش». وأبلغ عون المجلس بأنه سيترأس الوفد اللبناني الى الأمم المتحدة، لافتاً الى أنه سيلقي كلمة سيتضمنها طلب أن يكون لبنان مركزا لحوار الأديان والحضارات.