تلاشت أحلام خريجي كلية الآداب في جامعة الكويت، وتحديدا أصحاب تخصص التاريخ، في أن يصبحوا معلمين ومربين للأجيال في وزارة التربية، لأنهم خلال دراستهم لنحو 4 أعوام تمنوا نقل ما درسوه الى جيل يصغرهم سنا، إلا أن حلمهم هذا صار بعيد المنال، وذلك لأن هناك صعوبة في توظيف خريجي تخصص التاريخ بوزارة التربية في فئة المعلمين، الأمر الذي أحزن العديد من الدارسين، مطالبين المعنيين بهذا الشأن بالتدخل السريع، حتى لا تصبح أحلامهم ضائعة في مهب الريح. "الجريدة" بحثت موانع وصعوبات توظيف خريجي تخصص التاريخ في كلية الآداب كمعلمين في وزارة التربية، كما بحثت العديد من الأسباب، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال العميد المساعد للشؤون الأكاديمية رئيس مركز اللغات في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. عبدالهادي العجمي، إن قسم التاريخ أبدى ملاحظاته بأن خريجي القسم يقومون لسنوات بالتدريس في جميع المدارس، ولم يصدر أي تقييم من وزارة التربية التي أفادت بأن خريجي قسم التاريخ لم يكونوا مؤهلين للتدريس، بحيث وجدنا العكس أن كل الإشارات السنوية الصادرة من الوزارة خلال السنوات العشرين الماضية جميعها تفيد بحصول معلمي التاريخ ومدرسي قسم الاجتماعيات خريجي القسم على تقدير امتياز، وهناك عدد واسع من خريجي التاريخ رؤساء أقسام ووكلاء وموجهون في الوزارة.
دراسة جادة
وتابع العجمي لـ "الجريدة": هناك حاجة الى دراسة جادة من وزارة التربية تثبت فيها أن خريجي قسم التاريخ غير مؤهلين للتدريس، بينما جميع الداتا والإحصاءات التي تقدمها الوزارة تفيد ببطلان هذا القول، فكل خريجي القسم والعاملين في الوزارة حاصلون على تقديرات الامتياز في العام الماضي والذي قبله، مما يفيد بأن أداء الخريجين عالي الجودة، مشيرا الى أنه لا يجوز الاحتجاج على أي وزارة تعيّن طلبة إذا كان هناك اكتفاء في التوظيف، ولكننا اكتشفنا أن الوزارة مازالت تجلب مدرسين غير كويتيين من نفس التخصص من خارج الكويت، بينما نجد أن هناك العديد من أبناء الكويت مستعدون ومؤهلون للتدريس. وأشار العجمي الى أننا نحتج على تشخيص مناقضة الواقع من قبل وزارة التربية، ونستنكر توظيف الأجانب في هذا التخصص من جنسيات عدة، بينما لا نلتمس هناك مساعي بتوظيف أبناء الوطن من حملة تخصص التاريخ، ومن ثم يتم التشكيك في شهادتهم، وهذا أمر غير مقبول، مبينا أنه ليس هناك تكدس في تخصص التاريخ بوزارة التربية، وإن وجد التكدس، فكيف تعين الوزارة جنسيات أخرى في هذا التخصص؟ وبيّن أن خريجي تخصص التاريخ سنويا يتراوح بين 200 و300 طالب، وهم خريجون من معدلات علمية متفاوتة من طلبة متفوقين وطلبة متوسطين والآخرين بمعدلات علمية عادية، موضحا أنه ليس صحيحا أن دخول الطلبة لدراسة لتاريخ، لكونه من أسهل التخصصات العلمية في جامعة الكويت، ولكنه تخصص ناجح جدا، وفيه حيوية من الناحية الأكاديمية، وأصبح هذا التخصص من التخصصات التي عليها رغبة من طلبة الجامعة فيما يخص التحويل الداخلي لهم، بحيث أنه الآن من أصعب التحويلات الداخلية للطلبة، لأنه يحتاج الى 3.5 من المعدل العلمي، حتى يتم التحويل الى تخصص التاريخ، لأن القسم أصبح رافعا الى المؤهلات وحاجته الى الطلبة المتميزين فقط.حسب الاحتياج
من جانبه، قال رئيس الهيئة الإدارية للاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، محمد العفاسي، لـ "الجريدة" إن وزارة التربية توظف خريجي تخصص التاريخ بحسب الاحتياج الأكاديمي، وإن الاتحاد باشر باحتواء هذا القضية التي تعد من العوائق المهددة لمستقبل طلبة الجامعة، وتحديدا كلية الآداب، كما قابل الاتحاد المعنيين بهذا الشأن في وزارة التربية، بحيث اتضحت لنا الأسباب بأن الوزارة تحدد الطلبة الخريجين من التخصص، وفقا للاحتياجات المطلوبة لديها، لسد النواقص فقط في الوزارة، وأن العديد من الطلبة أصبحوا آملين في توظيفهم بأسرع وقت. وتابع العفاسي أن الاتحاد كانت له مطالبات مسبقة بهذا الموضوع، وهو عدم توظيف خريجي كلية التربية بوزارة التربية، كما باشر الاتحاد بنقل معاناة الطلبة المتضررين من هذا القرار الى الجهات المعنية، آملين أن يكون هناك إنصاف لهم فيما يخص التوظيف، لافتا الى أن وظائف طلبة التاريخ أصبحت الآن عن طريق المقابلة الشخصية بالوزارة، وهذا أحد الشروط الأساسية في التوظيف الآن.