تحدي العودة خمسين قرناً إلى الوراء
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
ظهرت في مصر منذ أسابيع نتيجة الثانوية العامة، "مبروك" لكل الناجحين، ولكن في نفس الوقت لا عزاء للمجتمع المصري الذي مازال يسير وبإصرار عجيب في دروب التراجع والتأخر العلمي، لم يعد غريبا، بل لم يعد يؤثر فينا، ما نتابعه من تراجع لرغبات الانضمام إلى الكليات العملية، أو انخفاض مستوى طلاب هذه الكليات، بل المستوى العلمي لهذه الكليات، لم يعد غريباً أن نسمع عن تراجع الجامعات المصرية في مؤشرات الجامعات العالمية وتخلف البحث العلمي مقارنة بالعالم المتقدم أو الدول الراغبة في التقدم.لن ينفعنا كثيراً أو طويلاً أي مشروع عملاق، لكن إذا أردنا أن يكون لدينا مشروع قومي بحق فأظن أنه التعليم، ليس لدينا فرصة حقيقية دون اهتمام حقيقي بإحداث ثورة حقيقية في التعليم.عندما شغل دكتور طارق شوقي منصب وزير التربية والتعليم الجديد لقي اختياره صدى إيجابيا كبيرا لدى العديد ممن عرفوه عن قرب أو تابعوه، وممن يعرفون في نفس الوقت حقيقة وحدود المشكلة التي تعيشها مصر في التعليم، ليست لي علاقة قريبة بالدكتور شوقي لكن ما سمعته عنه وما تابعته حتى الآن يعطي انطباعا مشجعاً، لكن نجاحه لن يتم ما لم يتمكن من الوقوف أمام المقاومة الهائلة التي سيلقاها داخل وزارته نفسها وفِي مجاهل الدولة، والمقاومة الأعظم ستكون من المجتمع ذاته الذي قرر أفراده أن همهم الرئيسي أن يحصل أبناؤهم على "الشهادة الكبيرة" وليس مهماً إن كان يستطيع حتى أن يقرأ ويكتب أم لا."مبروك" للناجحين في الثانوية العامة في مصر، وألهم الله الدولة المصرية ورجالها القدرة على فهم مخاطر تراجع مصر في التعليم ليدعموا ثورة تعليمية حقيقية على المدى الطويل، البديل عنها أن نستمر في غناء "الناجح يرفع إيده" ونستمر في الغرق في مجاهل الأمم المتخلفة.