ترامب يرفض تمزيق التاريخ... ويعلن حالة التأهب

دان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزالة التماثيل التي تخلد شخصيات وطنية أميركية، في خضم جدل حاد في الولايات المتحدة حول العنصرية.

ويحاول ترامب الذي يواجه صعوبات كبيرة بعد تصريحاته بشأن حوادث شارلوتسفيل، نقل محور الجدل بتأكيده أن التاريخ الأميركي يمزَّق عبر سحب تماثيل لشخصيات الولايات الجنوبية المؤيدة للعبودية.

وتبنى ترامب في ثلاث تغريدات، أمس الأول، موقفاً حاسماً في هذا الجدل الحساس، الذي عاد إلى الواجهة بعد أعمال العنف في فيرجينيا التي قادها متطرفون بيض.

ولاحقاً، قال ترامب، في تغريدة جديدة، "الأمن الداخلي وإنفاذ القانون في حالة تأهب وتتابع عن كثب أي مؤشر على مشكلة. حدودنا أقوى بكثير من ذي قبل!".

ويرى بعض الأميركيين في هذه التماثيل التي أقيمت تكريماً "لكونفدرالية ولايات الجنوب" التي بدأت الحرب الأهلية خصوصاً للدفاع عن العبودية، احتفاء بماض عنصري. لكن آخرين يعتبرون أن إزالتها تعني محو فصل كامل من التاريخ الأميركي.

وكتب ترامب في واحدة من التغريدات "من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم يمزقان عبر سحب تماثيلنا ونصبنا الرائعة"، معتبراً هذه الخطوة "غباء".

وكشف استطلاع للرأي أجري لحساب الشبكات الإعلامية "إن بي آر/بي بي إس" و"نيوز آور/ماريست" ونشرت نتائجه أمس الأول، أن نحو اثنين من كل ثلاثة أميركيين يؤيدون بقاء التماثيل التي تمجد شخصيات من ولايات الجنوب المتحدة، في أماكنها.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر، إن ترامب وبعد قضية شارلوتسفيل لم يظهر صلابة ولا بعض صلاحياته الضرورية لممارسة مهامه.

ولم يتردد تيم سكون السناتور الجمهوري الأسود الوحيد في التعبير عن رأيه، قائلاً: "لا شك أن اليومين الماضيين أضعفا السلطة المعنوية لهذه الإدارة".

أما زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي ، فقد دعت أمس الأول إلى سحب تماثيل شخصيات كونفدرالية ولايات الجنوب من مبنى الكونغرس.

من جهة أخرى، وبعد أن ألغى مجلسين استشاريين للأعمال، ذكر مسؤول في البيت الأبيض، أمس الأول، أن ترامب لن يُنشئ مجلساً استشارياً لشؤون البنية التحتية، على عكس ما كان وعد به سابقاً.

وفي هذه الأجواء المتوترة في الفريق الرئاسي، دافع المستشار الاستراتيجي للرئيس المثير للجدل ستيف بانون في صحيفة نيويورك تايمز عن الرئيس.

وقال إنه بتغريداته الصباحية "أوجد ترامب علاقة مع الأميركيين وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم"، معبراً عن سخريته من "اليسار الذي يريد أن يقول إن كل شيء هو عنصرية".