ترامب يحسم استراتيجية أفغانستان... وبانون سيقاتل لأجله
انهيار المجالس الاستشارية الرئاسية باستقالة الملياردير إيكان والقس الإنجيلي برنارد
تزامناً مع إحياء أفغانستان عيدها الوطني باحتفالات هادئة، أمس، عكف الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دراسة الخيارات المطروحة لحسم استراتيجيته في البلد المنهك من النزاعات والاعتداءات المستمرة، بعد اجتماعه في كامب ديفيد مع كبار المسؤولين المعنيين بهذه المسألة.وأعلن ترامب، أمس، أنه تم التوصل إلى «العديد من القرارات» خلال اجتماع مع كبار مستشاريه العسكريين، بما في ذلك بشأن الحرب الدائرة منذ 16 عاما في أفغانستان.وكتب ترامب، على موقع «تويتر»: «قضيت يوماً مهماً في كامب ديفيد مع جنرالاتنا الموهوبين للغاية وقادتنا العسكريين. تم التوصل إلى العديد من القرارات، بما في ذلك بخصوص أفغانستان».
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان أمس الأول، إنه لم يتخذ أي قرار بعد، على إثر الاجتماع الذي يهدف الى حسم المسألة بين مؤيدي تعزيز المجهود العسكري في الحرب المستمرة منذ 16 عاما ومن يقترحون الخروج من المستنقع الأفغاني بأقل الخسائر.وبتركيزه على افغانستان، يأمل ترامب على الأرجح في صرف الانتباه عن أحداث أسبوع كارثي وتصريحاته حول أحداث «شارلوتسفيل»، حيث قتل مؤيد للنازية الجديدة شابة عمدا دهسا بسيارته وجرح 19 آخرين. وكان ترامب كتب في تغريدة «في الطريق الى كامب ديفيد لاجتماع مهم حول الأمن القومي والحدود والجيش (الذي سنجعل منه أقوى جيش لم تر البشرية مثيلا له)».وفور مغادرته مستقيلا أو مقالا، شدد كبير مستشاري البيت الأبيض ستيف بانون، أمس الأول، على أنه سيواصل المعركة دفاعا عن ترامب الذي يواجه انتقادات حادة بسبب موقفه الملتبس من اليمين المتطرف.وقال بانون أمس الأول «إذا كان هناك أدنى التباس، فاسمحوا لي بتوضيح الأمور: أغادر البيت الأبيض، وأذهب لمواصلة المعركة دفاعا عن ترامب وضد معارضيه في الكابيتول ووسائل الإعلام وفي عالم الأعمال». وفي مقابلة أخرى، قال بانون إن «رئاسة ترامب التي كافحنا من أجلها». وأضاف «مازال لدينا حركة هائلة، وسنفعل شيئا ما خلال هذه الرئاسة، لكنه سيكون شيء آخر».وأعلن الموقع الالكتروني «برايتبارت نيوز» الذي أسسه بانون لحساب تيار من اليمين الأميركي المتطرف يقدم نفسه تحت اسم اليمين البديل، أن مؤسسه عاد منذ أمس الأول إلى ممارسة مهامه فيه بصفته مديرا تنفيذيا للموقع.ورحبت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي «بتسريح بانون»، لكنها رأت انه «يمكن أن يخفي موقف الرئيس ترامب نفسه حول دعاة تفوق البيض والتعصب الذي يدعون اليه».إلا أن شخصيات مهمة في الحزب الجمهوري بدت أقل قسوة مع ترامب. فقد تحدث المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، ميت رومني، أمس الأول، عن لحظة حاسمة للرئيس، ودعاه الى تقديم اعتذارات.أما جيمس موردوك (نجل قطب الإعلام روبرت موردوخ) المقرب جدا من ترامب، فقد دان خطاب الكراهية الذي يعتمده الرئيس، ورأى أن التزام الصمت يعني التواطؤ. من جهته، انسحب الملياردير الأميركي كارل إيكان أمس الأول من منصبه كمستشار لترامب لشؤون ضبط أسواق المال، لكنه لم يعزُ قراره إلى تصريحات الرئيس بشأن «شارلوتسفيل».كما انسحب القس الإنجيلي القس إي آر برنارد الذي يرأس مجمعا كنسيا في نيويورك أمس الأول من دائرة المستشارين الدينيين لترامب، وهو رجل الدين الأول الذي ينضم الى المستشارين المنسحبين تعقيبا على موقفه من العنف في «شارلوتسفيل».