انطلاقة قوية لمعركة تلعفر بمشاركة المدفعية الأميركية الذكية

بمشاركة 40 ألف مقاتل، بدأت القوات العراقية المشتركة، أمس، عملية استعادة قضاء تلعفر، غرب مدينة الموصل، من قبضة تنظيم داعش، تحت إشراف الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، الذي قاد معركة تحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، قبل نحو شهر.

وفي بيان متلفز تلاه فجر أمس، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي: "أنتم على موعد مع نصر آخر سيتحقق، ها هي تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير. ها هم الأبطال يستعدون لتحرير تلعفر، أقولها للدواعش: لا خيار أمامكم إلا الاستسلام أو القتل، كل معاركنا انتصرنا فيها، وكل معارك الدواعش انهزموا فيها"، وتوجه إلى مقاتليه بالقول: "الحق معكم والعالم معكم".

وأوضح العبادي أن القوات العراقية كافة من جيش وشرطة اتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والقوات المحلية ستشارك في العملية العسكرية، بمساندة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد ساعات من انطلاق العمليات، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، في بيان، أنه تمت استعادة السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة، وتتقدم في المحور الغربي باتجاه مناطق السعد والزهراء والوحدة.

كما قال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" رشيد يار الله إنه تم تحرير قرى بطيشة والعلم وخفاجة وحلبية العليا ومرازيف شرق تلعفر، ورفع العلم العراقي فيها، مشيرا إلى أن الطائرات ألقت قبل انطلاق العمليات مناشير لأهالي تلعفر، والمناطق المحيطة، تتضمن توجيهات وتوصيات.

المدفعية الأميركية

في السياق، أعلن مصدر أمني، أمس، أن المدفعية الذكية للقوات الأميركية تشارك في المعركة، موضحا أنها قصفت مواقع "داعش" منذ 24 ساعة، من قاعدتها في قرية كهريز، ضمن ناحية زمار شمال غرب الموصل، فضلا عن مدفعية الجيش العراقي وطيرانه الحربي.

وأشار المصدر إلى أن "جهاز مكافحة الإرهاب حرر قريتي قزل قويو وقصر محراب بالكامل ضمن قضاء تلعفر غرب الموصل، بعد انسحاب أغلب عناصر التنظيم من القريتين"، مبينا أن "قوات الشرطة الاتحادية تتقدم من محور طريق سنجار-تلعفر، وجهاز مكافحة الإرهاب من مطار تلعفر، بينما تتقدم الفرقة 15 و16 من الجيش العراقي من محور قرية خضر الياس، المدخل الجنوبي للقضاء، وتشارك ألوية الحشد الشعبي مع جميع هذه التشكيلات".

وتفرض القوات العراقية حصارا على تلعفر من جبهة الجنوب والجنوب الغربي، فيما تحاصرها من الشمال قوات البيشمركة التي لم تشترك في الهجوم.

الحشد وإيران

وقبل إعلان العبادي، أصدرت قيادة الحشد الشعبي بيانا أعلنت فيه انطلاق عمليات "قادمون يا تلعفر"، مؤكدة أن المعارك ستتسم بـ"السرعة والدقة في تنفيذ الأهداف العسكرية على الأرض".

وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، في شريط مصور نشره أمس الأول، إن "مستشارين من إيران وحزب الله سيقدمون الدعم في عملية تحرير تلعفر"، موضحا أنهم "سيتواجدون كما كانوا إلى جانبنا في جميع العمليات السابقة، لتقديم المشورة في وضع خطط العمليات العسكرية وتحريك القطعات".

وفي كلمة بمناسبة "الیوم العالمي للمساجد" بطهران، أكد قائد "فیلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أمس، عدم وجود فرق في المصالح بين إيران والعراق، مؤكدا "اننا لم نعتزم السیطرة علی آبار النفط والموصل وكركوك ومطالبات الصرف الأجنبي أبدا".

وأشار سليماني إلى أن "إيران أصبحت مصدرا للاستقرار في سوریة، وقامت بالتصدي للحرب الدینیة من خلال الدین ولیس القوة العسكرية"، مضيفا: "اننا لا نساعد فلسطین من أجل المصالح الشیعیة، بل لو تظاهر أحد بالشیعة فهذا لیس من شأننا لأن السنة تشكل 99.99 في المئة من سكان فلسطین لكننا ندافع عنهم".

استفتاء الأكراد

على صعيد آخر، قال مسؤول مفوضية الانتخابات والاستفتاء في أربيل آرام نجم الدين أمس إن "مفوضية الإقليم افتتحت 53 مركزا لتسجيل وتحديث سجل الناخبين"، مبينا ان "هذه الخطوة تأتي في إطار الاستعدادات لإجراء الاستفتاء وانتخاب برلمان ورئاسة كردستان".

وأضاف نجم الدين أنه "تم تعيين أكثر من 300 موظف في تلك المراكز"، داعيا في الوقت نفسه "المواطنين والمراقبين المحليين والدوليين الى مراقبة عملية تحديث سجلات الناخبين. وبحسب المعلومات الأولية يحق لـ1147123 شخصا في أربيل الإدلاء بأصواتهم".

وأكد شاهد عيان أن اول مركز انتخابي تم افتتاحه، أمس، في منطقة آزادي بأربيل، مبينا أن هذا المركز من أصل 53 سيتم افتتاحها تباعا، مشيرا الى أن هذا المركز يستمر في تسجيل أسماء الناخبين حتى 27 الجاري.

إلى ذلك، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للعراق يان كوبيش، أمس، إلى محافظة كركوك لبحث استفتاء كردستان، كما اجتمع رئيس البرلمان سليم الجبوري مع نواب كركوك لبحث المادة الخاصة بانتخابات المحافظة.