«تماوج- بينالي الشارقة الثالث عشر» يختتم فاعليته في بيروت
أنشطة متنوعة ومعرضان حول قضايا اجتماعية برؤية فنية
يختتم «تماوج - بينالي الشارقة الثالث عشر»، فعالياته في بيروت في 13 و14 أكتوبر المقبل، مع البرنامج الموازي الرابع والأخير «على طبَقٍ مُخاتِل»، المتمحور حول ثيمة الطهو، وهو من تنظيم الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية «أشكال ألوان»، ويتضمَّن محاضرات، وندوات، وورش عمل، وجولات وعروضاً أدائية وموائد، وغيرها من نشاطات تتناول موضوع الطهو وكيف تسهم العادات الغذائية التي نمارسها وتراث مطابخنا في تشكيل مزاجنا، سيكولوجياً وثقافياً.
يحمل بينالي الشارقة في دورته الثالثة عشرة عنوان «تماوج»، ويمتدّ عاماً كاملاً. إلى جانب امتداده الزمني، يتسع البينالي مكانياً، فتكون الشارقة أثناءه نقطة ارتكاز ومحوراً لمدن وجغرافيات عدة. إذ تجري الفعاليات في خمس مدن هي إسطنبول وبيروت وداكار ورام الله والشارقة، وتشمل معارض وبرامج من فصلين، يعقدان في كل من الشارقة وبيروت، وبرنامجاً تعليمياً لمدة عام كامل في الشارقة، ومشروعات تقام بالتوازي في كل من اسطنبول وبيروت وداكار ورام الله، ومنصّة للنشر الإلكتروني على الإنترنت.
الأوضاع في عالم الفن
المكوّنات الخمسة لبينالي الشارقة الثالث عشر «تماوج»، هي مكتبة إلكترونية تحوي مادة بحثيّة خاصة بثيمات البينالي، وأربعة مشروعات يقيمها أربعة «محاورين/ات» من خارج الشارقة، وبرنامج تعليمي- تثقيفي يمتد عاماً كاملاً في الشارقة، ومنصّة للنشر الإلكتروني على مدار العام، وبرنامج من فصلين: الفصل الأول في الشارقة مارس 2017، يليه فصل ثان في بيروت أكتوبر 2017، ويشتملان على معارض وعروض وندوات وأفلام.كذلك يتضمّن «تماوج» مشاريع خارج دولة الإمارات العربية المتحدة من تنظيم أربعة متحدثين يقارب كلّ منهم إحدى كلمات البينالي المفتاحية. بالإضافة إلى برنامج اسطنبول المتعلق بالمحاصيل (13 مايو) من تنظيم القيمة زينب أوز، أطلق قادر عطية المشروع الخارجي الأول لبينالي الشارقة 13 المتعلق بثيمة الماء في داكار، وتناولت لارا خالدي ثيمة الأرض في رام الله (10 أغسطس)، وتنظّم جمعية أشكال ألوان مشروعاً حول ثيمة الطهو في بيروت في عنوان «على طبَقٍ مُخاتِل»، فضلاً عن افتتاح الفصل الثاني من «تماوج» في بيروت في أكتوبر 2017. تتكامل هذه المشاريع مع منصة النشر الإلكترونية tamawuj.org ومدرسة بينالي الشارقة 13، التي تمتدّ طيلة عام كامل في إمارة الشارقة عبر برنامج تعليمي مستمر.
لغة تشكيلية مميزة
يفتتح برنامج «الفصل الثاني» في 14 أكتوبر 2017 في بيروت مع معرضين فنيين، أحدهما للقيّمة ريم فضة في متحف نقولا سرسق والآخر للقيّم هشام خالدي في مركز بيروت للفن. تتناول ريم فضة في معرضها «ثمرة النوم» فكرة السبات، للنوم أو للهضم، فتغدو مجازاً مؤاتياً للتعبير عن تجربة جسدية، تثمر لغة تشكيلية تصبو إلى المزيد. يستغرق الفنانون في هذا المعرض في عمق الخيال، فيسخّرون الجماليات، بحسٍّ تأمليٍّ عالٍ، بغية توظيف الفن في خدمة قضايا مجتمعية مُلحّة. في معرضه «تعبير لا يمكن التنبؤ من خلاله بقدرة الإنسان»، يعرض هشام خالدي للحظة الراهنة، التي تشهد تحوّلات لا يجوز تجاهلها، يحتجّ فيها جيل شاب محبَط ضد قرارات فرضتها أجيال سالفة، وهو مُرهَف الإحساس تجاه إرث لم يطلبه ولا يد له في تشكيله.أما الفصل الأول الذي أشرفت عليه القيّمة كريستين طعمة، فصاغ تساؤلات وطرح أجوبة حول الأوضاع في عالم الفن وإمكاناته، ذلك بمنهجيّة قائمة على حصد نتاج سياسات التكاتف والتعاون في الأمكنة التي يشتبك معها البينالي، محاولاً الابتعاد عن طمأنينة المثالية والتورط بما هو عملي وملموس، في منطقة تكاثرت فيها المؤسسات الكبرى وتهالكت فيها البنى التحتية. على هذا المنوال، اتسعت فكرة البينالي بواسطة التفاعل و«التدخّل» الحيويّ والضروريّ لإنعاش تلك البُنى والسياقات المحليّة وريّها، على أرض غنيّة بشبكات عفويّة من فاعلين، تتّصف بالخفّة والهشاشة.عروض فنية وكتب
بعد البرنامجَ الموازي «على طبَقٍ مُخاتِل»، يأتي الفصلُ الختامي من بينالي الشارقة الثالث عشر، ويتضمّن معارض فنية وعروض أداء وأخرى مسرحية وراقصة، وأفلاماً ومحاضرات، إلى جانب عروض أفلام أُنتِج بعضها بتكليف من بينالي الشارقة الثالث عشر، وإطلاق كتب تصدر بتكليف من البينالي، وأخرى صدرت في سياق بينالي الشارقة الثالث عشر ومشاريعه الموازية في كل من الشارقة وداكار واسطنبول ورام الله وبيروت.