يسرا: رفضت «الزيبق» لأنه لا يناسب اسمي وتاريخي

كيف كانت ردود الفعل حول «الحساب يجمع»؟

سعيدة بردود فعل الناس حول العمل، خصوصاً الذين يشبهون «نعيمة» وأولادها، ووصلتني إشادات عدة من أهالي الوراق والجمهور في الشارع. خلال التصوير أركِّز في العمل ولا أتابع عرض المسلسل ولا أي كلام عنه، ولكن بعد الانتهاء من الحلقات أتعرف إلى رد فعل الجمهور من خلال العاملين معي وأصدقائي والناس، ولمست مدى نجاح العمل من خلالهم.

ما سبب اختيارك هذا المسلسل تحديداً؟

كنت أبحث عن عمل مختلف أقدّمه بعد نجاح «فوق مستوى الشبهات»، وأظهر من خلاله بشكل جديد وفي منطقة مختلفة تماماً. وجدت ذلك في «الحساب يجمع» وفكرته الجديدة، و«نعيمة» الست المصرية «المطحونة» التي تُكافح من أجل الحياة بكرامة، ومن أجل تربية بناتها.

في رأيك «نعيمة» ظالمة أم مظلومة؟

نعيمة شخصية «مطحونة»، لديها أحلام كبيرة خاصة ببناتها ورغبة في نقلهن إلى مستوى آخر. تعرضت لضغوط حوّلتها إلى امرأة قوية لا تنكسر، وتحت تأثير ذلك قررت أن تحصل على مبتغاها بطريقتها الخاصة. بالطبع ليس كل من تعرض لضغوط يتصرّف بالطريقة نفسها، لكن الخطأ في «نعيمة» ليس الأصل بدليل محاولاتها في البداية التغلب على مشاكلها وتربية بناتها بشكل جيد وعمل مشروع لتأمين مستقبلهن. لكن مع كثرة المشكلات اتخذت القرار الخاطئ.

كيف كان رسمك شخصية «نعيمة»؟

تساعدني في أمور المنزل امرأة تعمل معي منذ 30 عاماً تقريباً. استعنت بطريقة لبسها وحجابها، وأعرف كثيراً من مشاكلها ومعاناتها، وكيف تواجه ذلك كله بقوة وصبر. كذلك الكتابة الجيدة أظهرت نعيمة امرأة طبيعية، ضعيفة وقوية، طيبة وشريرة، أحلامها بسيطة ومع ذلك لا تستطيع الوصول إليها.

عرض وانتقاد

هل أضرّ العرض الحصري بنسبة متابعة العمل؟

أول من اعتمد العرض الحصري وحقّق نجاحاً كبيراً كان مسلسل «ملك روحي». أما الآن فاختلف العرض الحصري وتغير عن السابق. هو مهم لقناة «دي أم سي» مثلاً التي تبحث عن مشاهدين لها وأعمال خاصة بها في بداية عملها، وضروري للمنتج أيضاً. أما الفنان، فيسعى فعلاً إلى مشاهدة جيدة للعمل، فيما الحصرية تؤثر سلباً في ذلك، بدليل أن أكثر الأعمال متابعة هي المتاحة على القنوات كافة. ومع ذلك، حقّق «الحساب يجمع» مشاهدة عالية سواء على القناة أو على «يوتيوب»، حيث يشاهد الجمهور المسلسلات بعيداً عن الفواصل الإعلانية الطويلة، ما يعوِّض تأثير العرض الحصري.

انتقد بعض الهيئات والمجالس القومية الأعمال الدرامية بسبب لفظ أو مشهد... ما ردك؟

تُجسد الأعمال الدرامية الواقع قدر الإمكان وما ظهر على الشاشة لا يُمثل سوى 1% من الحقيقة، فضلاً عن أن لكل شخصية مفرداتها وأسلوبها في الحياة، ولا بد من أن نقترب من حقيقة الشخصية... «نعيمة» في الحساب يجمع لها طريقة في الملبس والكلام والمفردات، ولا بد من أن تظهر كما هي، ولو تحدثت كيسرا أكون فشلت أو ابتعدت عن الشخصية والعمل كله.

اقتباس وأزمة

ما رأيك في المسلسلات المقتبسة، وهل تشاركين في مسلسل مأخوذ من عمل آخر؟

شاهدت مسلسل «غراند أوتيل» وأرى أنه أفضل من العمل الأصلي في عناصره الفنية. الاقتباس نوع مختلف من الدراما التلفزيونية موجود منذ فترة في العالم كله، ويشكل إضافة إلى الدراما. شخصياً، أشارك في أي عمل جيد من هذا النوع، وبمعايير اختياري الأعمال الأخرى نفسها.

هل لدينا أزمة في الكتابة؟

بالطبع لدينا أزمة في الأفكار وفي الكتابة. أصبح البحث عن عمل جيد مهمة شاقة. أجد فكرة جيدة أحياناً فيما تكون صياغتها صعبة، هذا ما جعلني أتعاون بشكل دائم مع مدحت العدل الذي يملك من الخبرة والكفاءة ما يجعله يختار الأفكار الجيدة ويشرف على كتابتها وصياغتها لتخرج بأفضل شكل، كما آخر أعمالي.

رفض ونجمان

ما سبب رفضك مسلسل «الزيبق»؟

يشرفني أن أشارك في أي عمل مستوحى من بطولات المخابرات العامة، لكن بشرط أن يتناسب مع اسمي وتاريخي، وهو ما لم أجده في «الزيبق». لو شاهدت العمل لن تجدني في الشخصية الوادرة فيه، ولن تجدها مناسبة لمشواري.

هل من الصعب وجود عمل يجمع نجمين كبيرين؟

إنتاجيا صعب جداً، بل من المستحيل أن تجد المنتج الذي يستطيع تحمّل أجر نجمين كبيرين بخلاف بقية تكلفة إنتاج مسلسل جيد لهما. كذلك لا يتوافر نص مكتوب بدقة وبشكل متوازن لاسمين لهما شعبية وجمهور كبيرين، وإذا كنا نجد صعوبة في البحث عن نص جيد لبطل واحد فكيف الحال لنجمين! كذلك من حق كل نجم أن يكون الأول، وأن يُكتب عمل من أجله إذا كان يملك الاسم والتاريخ المناسبين، بالإضافة إلى أن جمع النجوم في عمل واحد يؤدي إلى انخفاض عدد المسلسلات.