أخبرنا عن بداياتك.درست الإخراج في أكاديمية رأفت الميهي، وأخرجت أربعة أفلام روائية قصيرة، شارك فيلمان منها في مهرجانات مختلفة حول العالم، إضافة إلى 11 فيلماً تسجيلياً باللغتين العربية والإنكليزية.
ماذا عن إخراج فيلم «فستان ملون»؟تنتمي التجربة في هذا الفيلم إلى نوع مختلف من السينما تعرف بـ«الديكودراما»، وهي مختلفة تماماً عن أي عمل قمت به، أولاً لأن الفيلم بطولة جماعية نسائية والقصص حقيقية، بمعنى أن كل بطلة تمثّل وتسرد تجربتها الشخصية، وذلك كله يتداخل مع الموسيقى والإخراج ومجمل العناصر الفنية التي تصيغ شكل العمل، ومع المعالجة الدرامية النهائية له.لماذا اخترت اسم «فستان ملون» تحديداً؟كنت حريصاً على أن يكون عنوان الفيلم جزءاً لا يتجزأ من مضمونه، فالفستان هو رمز الأنوثة وترتديه النساء كلهن. أما كلمة «ملّون» فتعكس التنوع في التجارب الإنسانية والنسوية خصوصاً في العمل، تضاف إلى ذلك أهمية أخرى درامية تضّح مع مشاهدة الفيلم. ما الدوافع التي قادتك إلى إخراج فيلم عن النساء في الفكرة والتمثيل؟يتحدث الفيلم تحديداً عن المرأة المصرية المستقلة من خلال تجارب نسائية عدة، واخترت هذا النموذج لأن مصطلح «المرأة المستقلة يرعب كثيرين منا، خصوصاً في المجتمعات العربية من دون أن يعي المرء أن المرأة المستقلة ربما تكون أمه أو أخته أو ابنته، وهي موجودة في البيوت كافة، إضافة إلى أن المعالجات الدرامية في هذا المجال مبالغ فيها غالباً، لأن ثمة صورة ذهنية سيئة تحيط بمفهوم المرأة المستقلة في المجتمع المصري تحديداً والعربي عموماً.
صعوبات ودعم
كيف كانت ظروف عمل «فستان ملون» وما الصعوبات التي واجهتها؟بالنسبة إلى البطلات كان العمل معهن مميزاً وخاصاً جداً، وهن أنفسهن كن متحمسات وتم التصوير في جو من التفاهم الرائع، ونبع تعاوننا من حلم أردنا جميعاً تحقيقه.ماذا عن الإنتاج؟أنتجنا من خلال ما يعرف بـ Creative Producing أي إنتاج محدود، وهو تعاون جماعي مشترك كل شخص شارك في صناعته بنسب متفاوتة إنتاجياً.هل تلقى «فستان ملون» عروض دعم من جهات معينة؟نعم، ثمة جهات أرادت إنتاج الفيلم، ولكني رفضت، ليس من باب أن يكون العمل مستقلاً إنتاجياً، ولكن لرغبتي في استبعاد أية لغة سينمائية أو تجارية أو حتى مجتمعية ربما تفرض على الفيلم من الجهة المنتجة. لذا اخترت أن يكون الإنتاج محدوداً، لكنه الأفضل بالنسبة إلي وإلى العمل النهائي عموماً. ولا يعني هذا أنني ضد المشاركة الإنتاجية ما دامت تقتصر على الناحيتين المادية والتسويقية. الأهم عدم فرض رؤية أو أفكار على المخرج.متى سيُعرض الفيلم، وهل سيشارك في أي مهرجان دولي أو محلي؟أول عرض للفيلم في شهر سبتمبر المقبل، في دور عرض مستقلة وفي عدد من المنظمات المعنية بشؤون بالمرأة، بالإضافة إلى أنني سأتقدم به إلى عدد من المهرجانات المحلية والدولية لم أحددها حتى الآن.مشاريع وأزمة
ماذا عن أعمالك المقبلة؟سأصوِّر فيلماً جديداً مختلفاً عن عملي الأخير وأبطاله أيضاً شخصيات حقيقية.هل ترى أن ثمة أزمة إنتاج في السينما المصرية؟ للأسف، المشكلة ليست في الإنتاج بل في كيفية توجيه تلك الأموال في السينما التي اقتصر معظمها على إنتاج الأفلام التجارية ذات التكلفة الباهظة، حتى أصبحنا في زمن «نحت السينما». إذا نظرنا إلى كم إنتاج المسلسلات نجد ميزانيات ضخمة متوافرة، على عكس صناعة الأفلام حيث الطموح المحدود جعل الصانعين يرضخون لعراقيل تواجههم من دون البحث عن حلول أخرى، والحديث عن دعم الدولة صناعة السينما سيعزِّز قلة الإنتاج السينمائي المصري ويجعلنا خارج المنافسة داخل الوطن العربي، ويصيب السينمائيين بالإحباط.مستقبل الأفلام المستقلة
حول مستقبل الأفلام المستقلة، وهل يمكن أن تنافس الأفلام الأخرى؟ يقول إيهاب مصطفى: «أولاً، لا أحب تعبير الفيلم المستقل، لكنه للأسف مصطلح فرض نفسه كتصنيف إزاء الأفلام التجارية. للحقيقة، الفيلم المستقل عمل غير تجاري مدة عرضه قصيرة مقارنة بالأفلام الأخرى، خصوصاً أنه لا يُعرض في دور العرض».يتابع: «انتشار مصطلح الأفلام المستقلة أعطى المشاهد انطباعاً مستمراً بأن هذه الأفلام مملة وغير مفهومة لمجرد أنها تطرح لغة سينمائية راقية لم يعتدها المشاهد، ذلك بسبب استسلام الصانعين إلى مقولة «الجمهور عايز كده»، وهي في تصوري السبب الرئيس في انحدار الذوق العام».تتحقق المنافسة العادلة، بحسب مصطفى، حين تبادر الجهات الإنتاجية نحو صناعة سينما مختلفة بالمقاييس كافة.