مصر / في محطة «باب الحديد»... التعطيل هو الحل
مخاوف السائقين وعاملي الأبراج تؤدي إلى تأخير وتكدس القطارات
على الرغم من بدء العد التنازلي لحلول عيد "الأضحى المبارك"، مطلع سبتمبر المقبل، فإن أوضاع القطارات في خطوط السكك الحديدية، خصوصاً المتجهة إلى الصعيد، لاتزال تعاني أصداء الحادث البشع بين قطاري الإسكندرية، قبل نحو أسبوعين، والذي خلف أكثر من أربعين قتيلاً، و13 مصاباً، وخلف حالة من الرعب لدى العاملين في السكك الحديدية، إلى الحد الذي دفع كثيراً من السائقين وعاملي الأبراج إلى تعطيل القطارات تجنباً للحوادث، التي تؤدي إلى كوارث، تقودهم عادة إلى المحاكم.وعلى الرغم من اقتراب موسم العيد، فإن إدارة إدخال السكك الحديدية لم تبدأ بعد تنفيذ خطتها المعتادة في ضخ قطارات إضافية إلى حيز الخدمة على جميع الخطوط، استعداداً لرحلات المسافرين إلى محافظاتهم وقراهم، في حين أن القطارات التي يفترض أن تعمل وفق جدول تشغيلها الاعتيادي، لاتزال تصل متأخرة بالساعات، وسط استياء من المسافرين الذين تتعطل أشغالهم ومصالحهم، ومخاوف من العمال، تجنباً لأخطاء قد تؤدي إلى الحوادث المؤسفة.
في "محطة رمسيس" الشهيرة باسم "باب الحديد" أكبر محطة للقطارات في مصر، ومنها تنطلق القطارات شمالاً وجنوباً، لا يتوقف النداء على القطارات المتأخرة عن موعدها، وهو التأخير الذي يصل في بعض الأحيان إلى عدة ساعات، حتى في الرحلات القصيرة، ما نتج عنه تزاحم المسافرين واندفاعهم على أبواب القطارات المتأخرة، والتي أصبحت تستغرق وقتاً أكثر من المعتاد في الوصول بالرحلات، وباتت المحطة التي تم تجديدها قبل 4 سنوات كأنها سوق مزدحم من المسافرين.يقول العاملون في "باب الحديد" إن ملاحظي "الأبراج"، التي لاتزال تعمل يدوياً، يرفضون تمرير القطارات على نفس الشريط، التزاماً منهم بجداول التشغيل، التي تتضمن فترات تقاطر قريبة بين القطارات، خصوصا في الفترة المسائية، بالإضافة إلى الإصلاحات على الشريط الحديدي التي تجعل القطارات في الاتجاهين على نفس الشريط، ما يستغرق وقتاً أطول، بينما يسير سائقو القطارات بسرعات أقل نسبياً، تجنباً لأي مشكلات قد تواجههم.وفي ظل الحديث عن اتجاه برلماني لإعداد تعديل تشريعي على "قانون السكك الحديدية"، والحديث المتزايد عن الاستعانة بشركة أجنبية، لإدارة "سكك حديد مصر" تأسست 1851 كثاني أقدم خطوط سكك حديدية في العالم بعد سكك حديد بريطانيا، لم تقدم الحكومة المصرية أي خطة جديدة للتعامل مع المشكلات العاجلة، لدرجة أن وزير النقل هشام عرفات اكتفى بأن كلف رئيس الهيئة الجديد بضرورة إعادة الانضباط إلى مواعيد القطارات، وقالت مصادر داخل الهيئة إن المسؤولين يدرسون الحلول المتاحة للأزمة.