رياح وأوتاد: رحيل «بوتركي» رحيّل الثنيان
حين إنشاء مجموعة "متابعة أعمال السلطتين" تعرفت على رجل من أفضل الشباب الذين عرفتهم وهو الأخ الكريم رحيل الثنيان الشمري، وكان حماسه إلى جانب خلقه القويم وحواره الدقيق الذي يستوعب حتى المخالف له في الرأي يشعرنا أن أمامنا رجلاً مخلصاً وسياسياً محنكاً.
لم أكن أعرفه قبل ثلاث سنوات، ولكن بعد صدور حكم المحكمة الدستورية، بشأن الصوت الواحد، وبعد أن بدأ المجلس الماضي في عمله وفشلت جميع محاولات بعض الجماعات السياسية السابقة لإيقافه اقتنع كثير من الإخوة بضرورة المشاركة الإيجابية، وذلك بخلق مجموعة ضاغطة تتولى حماية المال العام والتصدي للفساد وللقوانين السيئة التي كانت معروضة على ذلك المجلس، وذلك انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية. وفعلا تم إنشاء مجموعة أسميناها (متابعة أعمال السلطتين) وفيها تعرفت على رجل من أفضل الشباب الذين عرفتهم وهو الأخ الكريم رحيل الثنيان الشمري. كانت كتلتنا مشكلة من مجموعة من الشباب الذين قد يكون لهم توجهات سياسية مختلفة وبعضهم نواب سابقون، إلا أنهم كانوا مجمعين على التصدي لكل ما هو ضار بالوطن ومصلحة المواطنين.
وكنا نلتقي باستمرار لمتابعة أعمال المجلس ودراسة القوانين المعروضة عليه، وكان الأخ رحيّل من أكثر الإخوة حماسا ورغبة في العمل دون تردد، وكلما طرح قانون في المجلس ووجدنا فيه الكثير من السلبيات أو المواد الضارة شرعنا بالكتابة في الصحف وفي وسائل الاتصال الاجتماعي، بالإضافة إلى إقامة ندوات في مختلف مناطق الكويت، وكان الأخ رحيّل، رحمه الله، يتطوع ويلح أن تكون أول ندوة في ديوانه العامر في منطقة سعد العبدالله. كان حماسه إلى جانب خلقه القويم وحواره الدقيق الذي يستوعب حتى المخالف له في الرأي يشعرنا أن أمامنا رجلاً مخلصاً وسياسياً محنكاً.والتقينا في سبيل هدفنا ببعض الإخوة من مجلس الأمة وببعض الفعاليات السياسية، فكنا نحن أول من نبه إلى خطورة القانون المعروض لتعديل قانون المديونيات الصعبة الذي وافقت عليه للأسف اللجنة التشريعية، كما تمكنا بحمدالله من الضغط لتعديل وتخفيف كثير من الضرر من بعض القوانين المعروضة مثل قانون الوكالات التجارية وقانون الـbot، ومن مجموعتنا انطلقت أولى الندوات التي نبهت إلى ضرورة وقف زيادة الكهرباء على السكن الخاص التي كانت قد وافقت عليها للأسف الحكومة واللجنة المالية. هذه بعض إنجازات مجموعة "متابعة أعمال السلطتين" التي كان الأخ رحيل من أنشط الإخوة فيها، وأسأل المولى عز وجل أن تكون هذه المنجزات الصالحة في ميزان أعماله عند الله تعالى. قمت اليوم بفتح موقع مجموعتنا وأنا أكتب هذه المقالة، فوجدت آخر رسالة من أبي تركي، رحمه الله، إلى الإخوة الذين كتبوا في الموقع يطمئنون عليه، قال فيها: "الله يسلمكم وما تشوفون شر"، وكأنها كانت رسالة وداع وتوصية لكل أهل الكويت. رحم الله أخانا العزيز أبا تركي وأسكنه الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه.