رحيل إنسان مبدع
أمس الأول انتقل المبدع الكبير الأستاذ محفوظ عبدالرحمن إلى رحمة الله عن عمر يناهز السادسة والسبعين، وعمر مديد من الكفاح والإبداع في عالم الروايات المقروءة والمسموعة والمرئية، فقد قدم الراحل الذي كان يعيش في الكويت في السبعينيات لعشاق المسرح الكويتي مجموعة من الأعمال المسرحية الجادة، فرحمة الله عليك يا أستاذنا الغالي.
انتقل إلى رحمة الله ظهر أمس الأول 19 أغسطس نسيبي المبدع الكبير الأستاذ محفوظ عبدالرحمن عن عمر يناهز السادسة والسبعين في عدد السنين، وعمر مديد من الكفاح والإبداع في عالم الروايات المقروءة والمسموعة والمرئية. التقيته عندما كان يعيش في الكويت في السبعينيات وهو يقدم لعشاق المسرح الكويتي مجموعة من الأعمال المسرحية الجادة، ثم أصبحنا في عائلة واحدة عندما تزوج ابنه باسم من إحدى بناتي، وكان آخر لقاء معه في فندق هنا في الكويت قبل شهرين تقريباً.
كان يبدو عليه التعب، لكن فكره وذاكرته ومرحه تقول إن الكبر لا يكون بعدد السنين، ولكن بما يمكن أن ينتجه العقل من ثقافة وتصوير للواقع وتصور للمستقبل. يقول إنه لا يرتاح وهو يعد رواية إلا بعد أن يكون قد درس وتمعن وبحث في الحقائق التاريخية والأوضاع الاجتماعية التي يعيشها أبطال روايته، وأنه قد يبحث عن طريقة الحديث أو لهجة أو عنصر من عناصر العمل أو موقع سكنه أو أي معلومة يريد أن يتضمنها العمل، وقد يطول بحثه عمن يرشده لأسماء أو حتى جملة قيلت في مناسبة ليحقق للعمل القيمة والمصداقية التي يستحقها. في مسلسل "أم كلثوم" تركنا نعيش حياة أم كلثوم ونشأتها ثم ارتقاءها سلم المجد، وبأسلوبه المميز أدخلنا حياة هذه الفنانة العظيمة، كما أبرز الشخصيات التي عاشت في تلك الفترة وأهمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. محفوظ عبدالرحمن يجعلك تقف إجلالا وإكبارا للزعيم الراحل، وهو يقدم شخصيته في مسلسل أم كلثوم بأسلوب يبين احترام محفوظ عبدالرحمن وتقديره وإعجابه به. أهداني قبل ستة أشهر مجموعة أعداد مجلة "البعثة" التي أصدرها طلاب الكويت في القاهرة في الأربعينيات والخمسينيات وشكرته عليها في لقائنا الأخير، ولم أكن أعلم أن ذلك اللقاء سيكون الأخير.فرحمة الله عليك يا أستاذنا الغالي، وعزائي لابني الغالي باسم، ولكل ذويه ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.