عقب أسبوع من إعلان تركي إيراني مشترك برفض توجه إقليم كردستان إجراء استفتاء للاستقلال عن العراق، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، أن القيام بعملية مشتركة مع طهران ضد المقاتلين الأكراد «وارد في أي لحظة».وقال إردوغان، في معرض رده على سؤال حول «وجود خطة تركية للقيام بعملية ضد حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراً بـ»بي كا كا» والمصنف بأنه إرهابي، إن قادة جيشي البلدين ناقشوا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد.
وأضاف، قبل مغادرته أنقرة، أمس، متوجهاً إلى الأردن، أن المباحثات ستتواصل بين البلدين حول التفاصيل، لاسيما أن إيران عرضة لتهديدات «بيجاك»، الذراع الإيراني لمنظمة «بي.كا.كا» الإرهابية.وتابع: «إنهم دائماً يتسببون بالأذى لنا ولإيران. نحن نعمل لأننا نعتقد بأنه في حال تعاون البلدين فسنصل إلى نتيجة في وقت أسرع».وجاءت تصريحات إردوغان، التي لم تفصح عن تفاصيل أو حجم العملية، عقب أسبوع من زيارة غير مسبوقة قام بها رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري إلى أنقرة حيث ناقش الطرفان سبل التعاون ضد المسلحين الأكراد.وتزامنت تصريحات الرئيس التركي مع تقارير عن تقديم إيران «اقتراحاً مفاجئاً» لأنقرة لإطلاق تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتي قنديل وسنجار في شمال العراق.
تمسك إيراني
وفي طهران، أعلن رئيس أركان القوات المسلحة أن نظيره التركي خلوصي اكار سيزور طهران قريباً لاستكمال المباحثات الأخيرة التي جرت في أنقرة.ورحب باتخاذ أنقرة إجراءات أمنية لضبط الحدود المشتركة بالتوازي مع اتخاذ بلاده لإجراءات مشابهة عقب التفاهم، الذي تم خلال زيارته لتركيا.وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تمسك بلاده برفض استفتاء إقليم كردستان المزمع إجراؤه 25 سبتمبر المقبل، وشدد على دعم طهران لسيادة ووحدة الأراضي العراقية.وفي رد على سؤال حول رد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بشأن تصريحات اللواء باقري، الذي أكد من أنقرة أن الاستفتاء يمثل تهديداً لاستقرار المنطقة، قال قاسمي: «الجميع أحرار بالتحدث. مواقفنا حول الاستفتاء ووحدة العراق واضحة وتصريحات رئيس الأركان كانت دقيقة وفي محلها».ووصف المتحدث زيارة باقري لتركيا بـ «الإيجابية وغير المسبوقة»، معتبراً أنها تدل على انتقال العلاقة بين البلدين إلى مرحلة أخرى وتمثل قفزة على مسار التفاهم من أجل مصلحة المنطقة والسلام والاستقرار.وخاضت تركيا معارك استمرت عقوداً ضد «حزب العمال الكردستاني» المحظور، فيما حاربت قوات الأمن الإيرانية جناحه لديها المعروف بحزب الحياة الحرة الكردستاني. والمجموعتان لديهما قواعد خلفية في العراق.وأطلق الجيش التركي حملة بلا هوادة خلال الأشهر الأخيرة للقضاء على الحزب، وشنّ العديد من الغارات الجوية ضد قواعده في شمال العراق.ولطالما اشتكت أنقرة من تجاهل إيران لدعوتها لها بالانضمام إلى الحملة ضد التمرد الكردي.زيارة الأردن
من جهة أخرى، وصل الرئيس التركي، إلى العاصمة الأردنية عمان بعد ظهر أمس، في زيارة رسمية للمملكة، تلبيةً لدعوة عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني.وقال إردوغان عقب وصوله، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لدور الأردن في حماية الأماكن المقدسة بمدينة القدس. وأضاف إردوغان: «أجرينا تنسيقاً مهماً مع الأردن في إطار أزمة المسجد الأقصى، ولا نريد أن تتكرر مثل تلك الانتهاكات للحقوق مرة أخرى إطلاقاً».ولفت إلى أن زيارته تعد الأولى إلى الأردن، على مستوى رئاسة الدولة منذ 4 أعوام، مؤكداً أنها تهدف لارتقاء أكثر في العلاقات.وأشاد إردوغان، بإغلاق الأردن، المدرسة الوحيدة التابعة لـ»منظمة فتح الله غولن» المتهمة بتدبير محاولة الانقلاب في تركيا منتصف يوليو 2016، على أراضيها، وترحيل العاملين فيها. إلى ذلك، بحث العاهل الأردني مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، في العاصمة عمان، الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة والقضايا الإقليمية لاسيما الأزمة السورية والتطورات في العراق والمستجدات المرتبطة بـ«استراتيجية الحرب على داعش إضافة إلى مناطق خفض التوتر في سورية وعمليات الرقة».وتطرق اللقاء إلى التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن في هذين المجالين.وتناول الاجتماع الإشارة إلى الاستقرار «النسبي» الذي تشهده مناطق خفض التوتر في الجنوب السوري حتى الآن فضلاً عن استعراض تداعيات أزمة اللجوء السوري الذي يشكل تحدياً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً أمام الأردن.على صعيد منفصل، دعا مارتن شولتس منافس المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل على منصب المستشارية، إلى تشديد النبرة تجاه الرئيس التركي.في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس، أن قواتها الأمنية تمكنت من قتل 17 «إرهابياً» بالعمليات التي شنتها في عدة مدن خلال الأسبوع الماضي.وقالت وزارة الداخلية في بيان، إنها تمكنت من اعتقال 300 شخص بتهمة تقديم المساعدة للتنظيمات «الإرهابية» و63 شخصاً بتهمة الانتماء إلى «داعش» و616 شخصاً لارتباطهم بما يسمى «الكيان الموازي»، منظمة غولن، و16 شخصاً لانتمائهم إلى منظمات يسارية.