سر عبدالحسين
تجاوزت حالة التفاعل مع رحيل عبدالحسين عبدالرضا كل المقاييس... هي حالة مستحقة، تعكس ما تركه ذلك الإنسان الجميل من أثر، فالأجواء كانت في أغلبها أجواء حب واحتفاء وشعور بالتماسك، لدرجة تشعرك بأن مجمل الناس يملكونه، أو يملكهم، لا فرق."ما السر في عبدالحسين عبدالرضا؟ لم يكن زعيماً سياسياً، ولا حاكماً، ولا شيخ طريقة، ولا مليونيراً، فكيف وحّد الناس على حبه، في زمن انتشار الكراهية؟! ففي زمن أصبحت كراهية الآخر عادة مقبولة، تنطلق منها لتبررها، تظهر قيمة عبدالحسين عبدالرضا، حتى في رحيله، ليستوعب الناس وجود قيمة مشتركة بينهم". طرحت ذلك عبر "تويتر"، بهدف تأكيد قيمة الراحل عنا، لا للحصول على إجابة.
حجم التجاوب كان كبيراً جداً، أكبر بكثير مما توقعت، إلا أنه بسبب السفر والتنقل المتواصل، لم أتمكن من متابعة كل الردود، ولكنها في المجمل كانت عاكسة لتلك الروح الجميلة، متشابهة، تحاول التأمل في "سر عبدالحسين"، كـ "حب الوطن"، و"الضحكة والقلب النظيف"، و"ترفُّعه عن الأحقاد والمهاترات وتقديمه البسمة دون تهريج"، و"كان صادقاً"، و"زرع الحب فحصده"، و"إذا أحب الله عبداً حبب قلوب الناس فيه"، و"منحة إلهية"، و"أمه داعية له"، و"في غيره الكثير صادقين ومثابرين، بس إهو غير، الله يحبه فحبب الناس فيه"، و"يكفي أنه ابن عاقول وشايل اسم السكافي"، و"لأنه نشر الحب والابتسامة، هذا ما نحتاجه فقط في زمن الكراهية اللي عايشينها"، و"السر هو نقاء السريرة"، و"كان فناناً عظيماً قلّ نظيره"، و"أحب الكويت بإخلاص"، وغير ذلك من التعليقات. لم يكن تساؤلي استفهامياً، بل كان تثبيتاً لقيمة الرجل، ولكن، يبدو من رغبة الناس الجامحة في الإجابة عن سؤال لم يكن يحتاج إلى ذلك، أن أغلبية الناس يشعرون بأنهم يملكون جزءاً من عبدالحسين، وأنهم شركاء فيه، وأنهم صاروا يعرفونه لدرجة التماهي معه ومن خلاله.وحسب أحد التعليقات، فإن الطريقة المجتمعية الجامعة في التعامل مع قيمة عالية كعبدالحسين عبدالرضا، تدل على أننا محتاجون إليه وما يمثله من قيم وطنية بعيدة عن حالة التشرذم والتفكك والطائفية... رحمك الله يا أبا عدنان، سنفتقدك بلا تردد.