الأكراد... وتقرير المصير!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن المعروف هو أن دولة "مهاباد" الكردية، التي أقيمت عام 1949 في كردستان – الإيرانية، التي تم اغتيالها واغتيال مؤسسها القاضي محمد في لعبة دولية قذرة، بقيت تشكل حافزاً للأكراد في كل أماكن ودول وجودهم، لمواصلة الكفاح من أجل تقرير المصير، وأغلب الظن، لا بل حقيقة، أن هذا هو سبب كل هذا الاستنفار العسكري الإيراني – التركي الأخير، وحيث ساد إحساس لدى الأتراك والإيرانيين بأن العدوى "الانفصالية" ستنتقل إلى "أكرادهم" إن تم استفتاء 25 الشهر المقبل، وإن انتهت الأمور إلى أن يصبح إقليم كردستان العراقي دولة مستقلة.وهنا فإنه لابد من التأكيد، مجدداً، على أن العرب عموماً هم الأقل رفضاً لأن يقرر الشعب الكردي، الذي يعتبرونه شعباً شقيقاً، وهو كذلك، مصيره، وأن يقيم دولته أو دوله المستقلة، ولعل ما هو معروف في هذا المجال أن غالبية العراقيين لا يمانعون أن يأخذ الحكم الذاتي لإقليم كردستان – العراق صيغة الدولة المستقلة، لكن على أساس التفاهم المسبق على حدود هذه الدولة وعلى صلاحياتها السيادية، وأيضاً على علاقاتها المستقبلية مع الدولة الاتحادية ومع العاصمة بغداد.وهكذا فإنه غير جائز، على الإطلاق، أن يبقى هذا الشعب هو الشعب المحروم الوحيد مما حصلت عليه شعوب المنطقة، باستثناء الشعب الفلسطيني بالطبع، وهنا فإنه لابد من إدراك أن اللجوء إلى العنف والقوة العسكرية لمواجهة تطلعات الأكراد المحقة سيؤدي إلى عنف مضاد، وخاصة بالنسبة لإيران التي هي في حقيقة الأمر لوحة فسيفسائية قومية يشكل فيها الكرد القومية الثالثة بعد الفرس والأذريين، لكنها قومية مضطهدة ومحرومة، ومصادرة كل حقوقها، وهذا لا يمكن أن يستمر ويتواصل فترة طويلة.