بدأ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، زيارة لبغداد، لتأكيد الدعم الأميركي للعراق، بينما اقتحمت القوات العراقية قضاء تلعفر، آخر أكبر معقل في محافظة نينوى، شمال البلاد.والتقى ماتيس، فور وصوله إلى بغداد، القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وقال مكتب العبادي، في بيان، إن "العبادي استقبل بمكتبه ماتيس والوفد المرافق له"، مبينا أنه "جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون بين البلدين في المجال العسكري والتدريب والتسليح، إضافة الى الحرب على الإرهاب، والانتصارات التي تحققها القوات العراقية على عصابات داعش الإرهابية".وجدد الوزير الأميركي خلال البيان "دعم بلاده للعراق في حربه ضد الإرهاب، والإشادة بالانتصارات المتحققة"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية تدعم الحفاظ على وحدة العراق، وترفض أي إجراء يهدف إلى تقسيمه وزعزعة استقراره".
أيام معدودة
وقال ماتيس للصحافيين قبل الزيارة إن "تركيزنا حاليا هو على إلحاق الهزيمة بداعش داخل العراق، وإعادة فرض السيادة العراقية ووحدة الأراضي".وحول مسار المعركة أضاف ان "أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينتهي قريبا"، مضيفا أن معركة الموصل "كلفت القوات العراقية أكثر من 6000 جريح، وأكثر من 1200 قتيل".وشدد على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث "دون ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش، الذي كان مشتتا في عام 2014، الجيش الذي ورثه".وحول محادثاته مع المسؤولين العراقيين أوضح أن المحادثات ستتركز على المسار المستقبلي، بما في ذلك كيفية الحفاظ على العراق ضد انقسام سياسي جديد أو الانغماس أكثر في التأثير الإيراني، بعد سنوات من الاتحاد في محاربة تنظيم داعش.استفتاء كردستان
إلى ذلك، كشف مسؤول أميركي، أمس، أن ماتيس، الذي يزور العراق حاليا سيطلب من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إلغاء فكرة الاستفتاء على استقلال الإقليم، المقرر في 25 سبتمبر المقبل، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة بشدة كحدث يمكن أن يقوض العبادي سياسيا، ويشتت التركيز عن محاربة "داعش".وقال مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك أمس إن "الاستفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا للحملة ضد داعش"، مضيفا: "ليست الولايات المتحدة وحدها، كل عضو في التحالف يعتقد أنه ليس هذا الوقت المناسب لإجراء هذا الاستفتاء".وأشار ماكغورك إلى أن التقدم الأولي على مشارف تلعفر "يسير على ما يرام"، حيث تم تطهير 235 كيلومترا مربعا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى.وزاد: "ستكون معركة صعبة جدا"، لكنه أشار إلى أن القوات العراقية والأميركية "تتحرك بشكل أسرع وأكثر فعالية وكفاءة"، وذلك يعود جزئيا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى ماتيس مزيدا من الصلاحيات لاتخاذ قرار بشأن التكتيكات والموارد اللازمة.اقتحام تلعفر
في غضون ذلك، اقتحمت قطعات من القوات العراقية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، أمس، مركز مدينة تلعفر، واشتبكت مع عناصر من تنظيم داعش.وقال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبد الامير يار الله إن "قوات مدرعة من الجيش العراقي وألوية من الحشد الشعبي بدأت التقدم نحو مركز المدينة".وأفاد مصدر عسكري بأن "قطعات من قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي حررت حي الجزيرة في الجهة الغربية، وهو من أحياء مدينة تلعفر". وأعلنت قوات الحشد الشعبي العراقية، في بيان أمس، استعادة أول حيين داخل مدينة تلعفر.وذكر البيان ان "اللواءين الحادي عشر والثاني في الحشد الشعبي حررا حي النور جنوب شرق تلعفر بالكامل"، مضيفا ان "اللواء الحادي عشر وفرقة التدخل السريع وقطاعات الجيش العراقي تمكنوا من تحرير حي الكفاء بالكامل من سيطرة داعش الإجرامي".قتلى «داعش»
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي أمس مقتل 25 داعشيا، وإصابة 4 من الحشد الشعبي في حادثين منفصلين في تلعفر.وقال مدير إعلام قوات الرد السريع المقدم عبد الأمير المحمداوي، للصحافيين، إن "قوات التدخل السريع فتحت المحور الشمالي الغربي لمدينة تلعفر، ووصلت الى منطقة ملا جاسم والكفاح الشمالي وقتلت 15 داعشيا".وكان الحشد الشعبي فجر سيارة مفخخة يقودها انتحاري في قرية ملا جاسم، ما أسفر عن إصابة 4 من عناصر الحشد الشعبي بجروح، كما اقتحمت قوة من الجيش العراقي والحشد الشعبي حي الخضراء جنوب شرقي القضاء، وقتلت 10 من عناصر "داعش"، وفجرت سيارة يقودها انتحاري.