بعد نحو شهر من عملية طعن فاشلة استهدفت قبطيا يعمل في حراسة "كنيسة القديسين" في محافظة الإسكندرية شمال القاهرة، تجددت واقعة الطعن أمس الأول، أمام كنيسة "العذراء والملاك روفائيل" في منطقة "الحضرة" الشعبية شرق الإسكندرية، في العام الذي شهد أحداث عمليتين إرهابيتين ضد الأقباط في مصر، باستهداف كنيستي طنطا والإسكندرية، والتي خلفت عشرات القتلى والمصابين، في صفوف الأقباط خلال أبريل الماضي.فقد طعن مهاجم مجهول سيدة مسيحية، تدعى آمال تاسوني عوض (في العقد الرابع من عمرها)، عدة طعنات بسكين، عقب خروجها من "الكنيسة"، حيث كانت تحضر صلوات قداس، عشية ليلة عيد نهاية صوم العذراء.
وبحسب شهود تحدثوا مع "الجريدة"، فإن آمال كانت بصحبة أطفالها، حين هاجمها المعتدي الذي لاذ بالفرار، فيما قام أفراد تابعون لكشافة الكنيسة بنقل السيدة، إلى أحد المشافي في منطقة "سموحة" القريبة من الحادث، وقام أسقف عام الشباب في كنائس المنتزه بالإسكندرية، الأنبا بافلي، بزيارة المجني عليها في المشفى.بدوره، قال مدير أمن الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر: "تم تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي للوقوف على ملابسات الحادث، كما تم تشكيل لجنة لتفريغ كاميرا كنيسة العذراء التي سجلت كيف وقع الحادث لتحديد هوية المهاجم"، بينما أعرب الناشط الحقوقي، محامي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جوزيف ملاك، عن أمنيته أن يكون الحادث جنائياً وليس طائفياً أو إرهابياً، بينما استبعد خبير الحركات الأصولية، خالد الزعفراني، أن تكون العملية ذات بُعد طائفي، وقال لـ "الجريدة": "الحادث ربما يكون دوافعه شخصية، فمنطقة الحضرة شعبية".وقال المفكر القبطي كمال زاخر لـ "الجريدة": "الحادث مؤسف، واحتفالات الأقباط أصبحت فرصة لوقوع عمليات استهداف للمسيحيين"، كما انتقد الباحث في الشؤون القبطية، هاني دانيال، تعامل الدولة المصرية مع حوادث الطعن التي تعرض لها المسيحيون أخيراً، وقال لـ "الجريدة": "جميع عمليات الطعن التي استهدفت مسيحيين أعلنت أجهزة الأمن أن منفذيها مختلون عقلياً".
تدمير مركبات
ميدانياً، استمر الجيش في جهوده الرامية لتأمين الجبهة الغربية للبلاد، حيث أعلن الناطق العسكري، العميد تامر الرفاعي، أن القوات الجوية دمرت 9 عربات دفع رباعي كانت محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة عند الحدود الليبية، بعدما توافرت معلومات استخباراتية بمحاولة اختراق السيارات للحدود الغربية.وتابع بيان الجيش الذي صدر أمس الأول: "القوات الجوية استهدفت أيضا بؤرة إرهابية شديدة الخطورة تستخدم كقاعدة لانطلاق العناصر المسلحة وتخزين الأسلحة والعبوات الناسفة، في منطقة رفح التابعة لمحافظة شمال سيناء شرق البلاد".وقال مصدر رفيع لـ "الجريدة": "مجلس شورى المجاهدين في ليبيا هو المتورط في عملية إدخال الذخائر والمتفجرات إلى مصر وأن الصفقة بالكامل كانت في طريقها إلى سيناء ليتم إدخالها على أكثر من مرحلة، وأن معلومات استخباراتية هي التي أجهضت المخطط الإرهابي"، وأوضح المصدر أن عنصراً سيناوياً قتل في قصف المركبات.وقال الخبير الاستراتيجي، جمال أبوذكري، إن الجماعات الإرهابية في مصر تعتمد بشكل رئيسي على ليبيا في الحصول على شحنات السلاح والمواد المتفجرة، وأنهم يعتمدون في ذلك على شريط حدودي طويل ممتد بين مصر وليبيا يصل إلى نحو 1200 كيلومتر.على صعيد ذي صلة، زار وفد عسكري نيجيري رفيع المستوى، مقر الهيئة العربية للتصنيع، بهدف تعزيز التعاون المشترك، لاسيما في مجالات التصنيع العسكري، وأكد رئيس الهيئة، الفريق عبدالعزيز سيف الدين، أهمية تعزيز التعاون المشترك مع دولة نيجيريا في العديد من المجالات التصنيعية.المجلس الأعلى
إلى ذلك، من المقرر أن يعقد المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعه الأول غدا، في إطار دوره لصياغة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف من جميع الجوانب، وإصدار القرارات والإجراءات الملزمة لتنفيذها.وكان السيسي قد أصدر قراراً منذ نحو شهر بإنشاء المجلس، وآخر بتشكيله، على أن يكون منوطا بالمجلس وضع ضوابط لمكافحة الفكر المتطرف وتجفيف منابع تمويله. وقال الخبير الأمني، عضو المجلس، خالد عكاشة لـ "الجريدة": "لم يتم إخطارنا حتى أمس الثلاثاء بالموعد النهائي للاجتماع، وبالتالي من الصعب تحديد أجندة عمل له"، في حين قال عضو المجلس اللواء فؤاد علام، إن اجتماع الخميس سيحدد آليات عمل لكيفية مواجهة الفكر المتطرف في ضوء الحفاظ على حقوق الأفراد وواجباتهم.قضائياً، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة 213 متهماً من أخطر عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، إلى جلسة الثلاثاء المقبل، في قضية اتهامهم بارتكاب أكثر من 54 جريمة إرهابية تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية بعدد من المحافظات، في مقدمتها مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء، وجاء قرار الإرجاء لاستكمال الاستماع إلى أقوال الشهود في القضية ومناقشتهم.إلى ذلك، قرر قاضي المعارضات في محكمة شمال الجيزة، أمس، إخلاء سبيل 8 أشخاص بضمان محال إقاماتهم، على ذمة التحقيقات، في اتهامهم بإثارة الشغب خلال الاشتباكات التي وقعت في "أحداث الوراق" أثناء تنفيذ حملة إزالة التعديات في جزيرة الوراق، في يوليو الماضي، في حين تعذر حضور المتهم التاسع لجلسة تجديد الحبس، نظرا لخضوعه للعلاج، ووجهت نيابة شمال الجيزة للموقوفين اتهامات التعدي على موظفين خلال تأدية وظيفتهم، ومقاومة السلطات، وحيازة أسلحة وذخيرة، والتعدي على رجال الشرطة.