علموا أبناءكم أن ما يحدث اليوم من قتل ودهس وتفجير هو تصرف متطرف لأننا خلقنا جميعاً في الأرض لنتعايش ويتقبل بعضنا بعضاً، وما يجري اليوم هو نتاج الغلو والتطرف.علموا أبناءكم أن يقيموا الآخر بمعاملته وشخصيته لا بلونه وجنسه وأصله وفصله، علموهم أن يتقبلوا الآخر كما هو دون الرغبة في تغييره أو تحطيمه، أنت لا تعلم قد يكون ابنك هو الآخر في مجتمع يراه مختلفا.
علموهم أن الدين محبة وسلام، لا تفجير وتفخيخ ودماء، علموهم أن يساعدوا المحتاج دون أن يسألوه عن دينه، أن يساعدوه من أجل المساعدة الخالصة فقط.علموهم أن يبتهجوا بالاختلاف بين البشر ولا ينبذوه، فلولا تعدد ألوان قوس قزح لما ابتهجنا بتلونه في السماء. علموا أبناءكم حين يتألم شخص أمامهم أن يساعدوه لأنه إنسان، لا لأنه يشاركهم الدين أو المذهب أو الجنسية، أن يعطوا المحتاج لا من يتبع ملتهم فقط، علموهم أن سماء الخير تتسع للجميع دون تمييز، دون تفضيل، دون عنصرية.علموهم أن الشخص يتميز عن الآخر بعلمه وأخلاقه وتعامله وتواضعه، لا بتفاخره بأًصله وبقعة الأرض التي نزح أجداده منها.علموهم أن يفتخروا بالحاضر وبما أنجزوا ولا يكتفوا بأساطير الأجداد، أن يصنعوا فخر اليوم بأي إنجاز يحسب للإنسانية لا ضدها.علموهم أن السلام كان من المفترض أن يكون شريعة الحياة، وما يحدث اليوم هو أمر غريب رغم انتشاره، وانتشاره لا يعني أنه الوضع الأمثل.علموهم أن الخير يبدأ ببذرة وقد يكونون هم البذرة لمستقبل مشرق، تعمه المحبة والسلام واحترام الآخر، فلربما تبصر أعيننا عالماً أفضل قبل أن نرحل.
مقالات
منظور آخر: علموا أبناءكم
24-08-2017