في محاولة أميركية - تركية لثني حكومة إقليم كردستان العراق عن إجراء استفتاء الاستقلال المزمع إقامته في 25 من سبتمبر المقبل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس، إنه سيبلغ المسؤولين الأكراد في العراق بأن قرارهم إجراء استفتاء على الاستقلال خطأ، وبأن أنقرة تتوقع إلغاء التصويت.

وجاءت تصريحات أوغلو خلال مؤتمر صحافي في بغداد مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، أمس، قبل أن يتوجه إلى أربيل للاجتماع مع مسؤولين أكراد في وقت لاحق من أمس.

Ad

وأضاف أوغلو:"ما نتوقعه من أربيل واضح وهو إلغاء الاستفتاء، إذ إن مصالح ومستقبل الأكراد يكمنان في عراق موحد"، معتبرا أن رفع علم إقليم كردستان العراق فوق المباني الرسمية بمحافظة كركوك "مخالفة" للدستور العراقي.

وقال أوغلو في المؤتمر الصحافي المشترك: "جئت إلى هنا لأؤكد أننا ندعم الوحدة العراقية بشكل كامل"، مشيرا إلى أن "مصلحة الكرد تكون ضمن عراق موحد". كما اعتبر أن "قرار الاستفتاء خاطئ".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أنه تحدث مع نظيره التركي بضرورة انسحاب القوات التركية من العراق.

وقال الجعفري خلال المؤتمر الصحافي: "تناولنا ملفات سياسية واقتصادية وأمنية، وأكدنا ضرورة التعاون الاقتصادي وفتح الاستثمار، لاسيما في المناطق المحررة من داعش الإرهابي"، مضيفا: "تحدثنا مع وزير الخارجية التركي بضرورة انسحاب قوات بلاده من بعشيقة"، متابعاً "لا نسمح أن يصبح العراق منطقة صراع إقليمي، ونرفض الإساءة لأي دولة من دول الجوار".

يذكر أن وصل أوغلو وصل إلى بغداد صباح أمس، في زيارة رسمية يبحث فيها العديد من الملفات بين البلدين، لاسيما موضوع الاستفتاء في كردستان العراق.

الوزير الأميركي

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس مساء أمس الأول، أن الاستفتاء كان بعيدا عن توقعات بلاده. وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان، إن "رئيس إقلم كردستان مسعود البارزاني اجتمع مع وزير الدفاع الأميركي"، مبينة أنه "أكد خلال الاجتماع استمرار دعم بلاده لإقليم كردستان في الحرب ضد الإرهاب".

وقال ماتيس، وفق البيان، إن "تحرير الموصل لا يعني انتهاء داعش"، مشيرا الى أن "الإرهاب تهديد مستمر لا يعرف الحدود، ونحن بحاجة إلى المزيد من التعاون لدحره".

وعن قرار إجراء الاستفتاء في كردستان، أعلن وزير الدفاع أن "الاستفتاء كان بعيدا عن توقعاتنا"، لافتا الى أن "أميركا ترى أن هذه العملية تشكل عائقا أمام الحرب ضد داعش، وتخلق مشاكل للعمل المشترك في الحرب ضد الإرهاب".

وأكد في الوقت نفسه "دعم بلاده لإجراء الحوار بين بغداد وأربيل".

من جهته، قال البارزاني أن "الاستفتاء ليست مسألة شخصية، وإنما هو حق شعب"، لافتا الى أنه "لا يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية".

وبين أن "الاستفتاء لا يشكل خطرا على الحرب ضد داعش بأي شكل من الأشكال"، مشيرا الى الخروقات الدستورية وغياب مبدأ الشراكة والتوافق".

وأوضح البارزاني أن "ديباجة الدستور العراقي منحت الحق للشعب الكردستاني بوضوح بأن الالتزام بالدستور شرط لبقاء العراق موحدا".

تعاون سعودي

في سياق آخر، وصل وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي مساء أمس الأول، الى العراق في زيارة رسمية يترأس خلالها وفدا رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال السعوديين.

وذكر بيان حكومي أن الوزير السعودي التقى في مستهل زيارته رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية والاستثمار، فضلا عن الصناعات البتروكيمياوية.

ونقل البيان عن القصبي تأكيده رغبة الرياض بالانفتاح الاقتصادي والتبادلات التجارية، وتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين والشراكة الاقتصادية، والتطلع لما فيه مصلحة الشعبين وتصحيح المسارات السابقة.

يذكر أنها الزيارة الأولى لوزير التجارة السعودي الى العراق، وتأتي وسط مساعي البلدين لإعادة افتتاح منفذ عرعر الحدودي بينهما للأغراض التجارية، بعد إغلاق دام أكثر من 27 عاما. وشهدت العلاقات العراقية - السعودية تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة، كللت بزيارات متبادلة بين كبار المسؤولين في حكومتي البلدين الشقيقين.

ميدانيا، أعلنت هيئة الحشد الشعبي، أمس، أن قوات الحشد الشعبي والجيش حررا 75 في المئة من الجزيرة جنوب شرق تلعفر.

وقالت الهيئة، في بيان، إن "تلك القوات تواصل تقدمها لتحرير ما تبقى من المناطق ضمن قاطعها".

من جانبه، قال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر"، الفريق الركن عبدالأمير يارالله، أمس، إنه تم تحرير حيي التنك والكفاح الشمالي في القضاء، ورفع العلم العراقي فوقهما.

إلى ذلك، قال مصدر أمني في نينوى أمس، إن "داعش" أمر عناصره بإحراق جميع مقراته في قضاء تلعفر وإخلائها، مبينا أن "التنظيم بدأ فعليا بحرق مقراته وتفخيخ المنازل وسط القضاء". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "داعش يعيش حالة من الإرباك والهزيمة وسط القضاء".