تزامناً مع اليوم الرابع لانطلاق عملية "فجر الجرود" ضد "داعش"، زار رئيس الحكومة سعد الحريري غرفة عمليات رأس بعلبك، أمس، حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون للاطلاع على الاستعدادات الأخيرة قبل المرحلة النهائية من العملية.

وأكد الحريري أن "كل الحكومة وراء الجيش في مهمته الصعبة ومعركته الوطنية وشهدائه الذين سقطوا كي يعيش لبنان بأمن واستقرار"، لافتاً إلى أن "الحكومة ستستثمر بهذا الجيش لأننا نريد أن تكون الدولة هي وحدها من يقوم بالمهام الأمنية، وسنكمل هذا المشوار".

Ad

وشكر الحريري الجميع، وعلى رأسهم قائد الجيش، الذي وعد ووفى لهذا البلد، مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى هذا الانتصار بوجه الإرهابيين وكل من الرئيس ميشال عون إلى الحكومة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري يقف معه.

وتابع: "موضوع العسكريين المخطوفين أولوية لدينا، ولن نخفي المعلومات فور توافرها، رغم أن الأمر يستجوب العمل بكل صمت". وأضاف: "لأهالي المخطوفين أقول إن الجيش يعتبر ذويهم جزءاً منه ولن يتخلى عنهم".

وأوضح أن "الدعم الدولي للجيش يظهر كم نحن نتقدم، واليوم نحن بحاجة أكثر إلى الدعم والحكومة أيضا ستقدم الدعم، وسنعمل مع كل المجتمع الدولي لتأمين المساعدات"، مؤكدا أنه "المسؤول عن كل الحدود ونعمل على هذا الأساس، وكل حاجاته لحماية لبنان سنؤمنها له". وأضاف: "نحن لا نقول شيئاً عن مشاركة حزب الله في الجهة المقابلة من الحدود، لأنه لا كلمة لنا فيه، وما يهمنا أن الجيش بما يخص الحدود اللبنانية هو المسؤول عنها، والجيش هو من يختار إذا أراد هذا التنسيق".

وقال: "الجيش لم يكن عاجزاً عن تحرير جرود عرسال من جبهة النصرة، ووضعنا الأمور كلها على الطاولة، وكانت لدينا أولوية بحماية النازحين واللبنانيين، وانتهت المعركة بالتفاوض وذهبت النصرة إلى سورية".

كما زار الحريري بلدة عرسال، حيث توجه إلى الأهالي بالقول: "من واجبي أن آتي إلى عرسال، هذه المنطقة التي دفعت الغالي، وأهل عرسال فتحوا بيوتهم واستقبلوا النازحين من دون أي تردّد أو شرط".

ومن مكتبه في قصر بعبدا، تابع عون آخر التطورات الأمنية في جرود رأس بعلبك والقاع، بعد تحرير القسم الأكبر من الأراضي التي احتلتها التنظيمات الإرهابية، ولاسيما منها "داعش". واطلع على التقدم الذي تحقق ميدانيا والإجراءات والتدابير المرتبطة بانتشار الجيش في الأماكن المحررة.

وأبلغ زواره بأن "مرحلة ما بعد تحرير هذه المناطق ستكون لإنمائها وإزالة الرواسب التي خلفتها الأوضاع الشاذة التي سادت خلال الأعوام الماضية"، مشددا على أنه "تم تخصيص اعتمادات مالية لتحقيق عدد من المشاريع العاجلة قيمتها 30 مليون دولار"، منوها خصوصا "بصمود أبناء هذه المناطق في أرضهم وممتلكاتهم".

سياسيا، بحث سفيرنا لدى لبنان عبدالعال القناعي مع وزير الخارجية جبران باسيل دعم العلاقات الثنائية وسلمه مذكرة تتضمن توضيحات ومعطيات تتعلق برسالة سابقة تشرح موقف الكويت.

أبدى باسيل التفهم الكامل والتأييد والتقدير ووعد بمتابعة العلاقات الثنائية، والحرص على تعميقها وتوطيدها أكثر، آملا إعادة بناء الثقة والمحبة.