وسط أجواء المواجهات العسكرية التي يشنها الجيش المصري ضد معاقل الإرهابيين في سيناء، يسقط بين الحين والآخر ضحايا من المدنيين، بأعيرة نارية مجهولة المصدر، ما دفع سكاناً يقطنون في مدينة رفح الحدودية مع غزة، إلى مغادرة المدينة والانتقال إلى العريش، التي تشهد استقراراً أمنياً.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، اضطر عدد كبير من سكان رفح، وخاصة مناطق: أبوشنار، دوار سليم، المطلة، وبلعا، إلى مغادرة مناطقهم باتجاه العريش، خشية الإصابة بالقذائف والأعيرة النارية، حيث قضى مدني وأصيب آخر قبل أيام في قرية أبوشنار، جراء إصابتهما بما يسميه الأهالي «طلقات طائشة».

Ad

وقال شهود عيان لـ«الجريدة»، أمس، إنهم رصدوا لليوم الثالث على التوالي شاحنات تنقل بعض الأهالي وأثاث منازلهم إلى العريش، حيث يأتون من مناطق غرب رفح، فيما تغلق قوات الأمن الطريق، وتمنع وصول السيارات قرب قرية أبوشنار، ما يدفع الأهالي إلى نقل الأثاث على عربات كارو.

في موازاة ذلك، لقي ثلاثة مدنيين مصرعهم، إثر انفجار قذيفة مجهولة المصدر قرب طريق نجع شبانة جنوب رفح، في حين استشهد مجند وأصيب خمسة آخرون من قوات الجيش، في انفجار عبوة ناسفة في مدرعة أثناء سيرها بمدينة رفح أمس الأول. وقال مصدر أمني لـ«الجريدة»، إن عناصر تكفيرية زرعت العبوة في ميدان الماسورة، حيث انفجرت أثناء مرور المدرعة، التي كانت تقوم بحملة تمشيط في المنطقة.

في السياق، واصلت قوات الجيش حملاتها الأمنية الموسعة لليوم الثالث على التوالي، على مواقع وجود العناصر الإرهابية، والتركيز على مناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، والمناطق التي شهدت تفجير عبوات ناسفة أو إطلاق نيران على قوات الأمن، حيث تقوم القوات بمداهمة البؤر الإرهابية وتدميرها، بالتوازي مع قطع الاتصالات الهاتفية الأرضية والمحمولة والإنترنت في مختلف مناطق سيناء معظم الساعات، تزامنا مع حملات الدهم الأمنية.

ويُعد قطع التيار الكهربائي، تحديدا، من أبرز الأسباب التي عززت فكرة مغادرة عدد كبير من سكان رفح والشيخ زويد للمدينتين، وخاصة مع توقف إمداد الكهرباء إلى الشيخ زويد، من خلال الخط 220 «محدود القدرات» لزيادة الأحمال عليه، وهو الخط الذي كانت شركة الكهرباء في المدينة أعادت تشغيله، كحل بديل لانقطاع الخط الرئيسي (جهد 66) قبل شهرين.

وتعمَّقت أزمة الأهالي لانقطاع الكهرباء، إذ لم يعد بمقدورهم الحصول على المياه من الآبار الجوفية، فيما تعاني رفح والشيخ زويد أزمة في مياه الشرب، لإغلاق الرافد الوحيد المؤدي إلى بئر جوفية يعتمد عليها الأهالي في استخراج المياه، ولجأ الأهالي إلى محطات تحلية أهلية للحصول على الماء.