في مفاجأة غير سارة للقاهرة، جمدت واشنطن 95.7 مليون دولار، من قيمة المساعدات السنوية لمصر، وأخرت 195 مليونا أخرى، بسبب ما اعتبرته فشلا في تحقيق تقدم بملف حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، مما تسبب في صدمة داخل أروقة الحكومة المصرية، التي عبرت عن أسفها أمس لهذه الخطوة.وفي أوج التوتر، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي وفدا أميركيا برئاسة غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوج ابنته، قبل أن يجتمع وزير الخارجية سامح شكري، مع الوفد الذي يضم المفاوض جيسون غرينبلات، ونائبة مستشار الأمن القومي دينا باول.
وعبرت وزارة الخارجية المصرية عن أسفها لقرار تخفيض بعض المبالغ المخصصة، في إطار برنامج المساعدات الأميركية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري، وقالت الوزارة إن مصر تعتبر أن هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة.وحذرت «الخارجية» من اتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصري، وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية - الأميركية.وتابعت: «إذ تقدر مصر أهمية الخطوة التي تم اتخاذها بالتصديق على الإطار العام لبرنامج المساعدات لعام 2017، فإنها تتطلع لتعامل الإدارة الأميركية مع البرنامج من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التي يمثلها البرنامج لتحقيق مصالح الدولتين».وبدا الغضب المصري واضحا في تصريحات أعضاء في البرلمان، إذ أعرب وكيل لجنة العلاقات الخارجية طارق رضوان عن انزعاجه الشديد من قرار تخفيض المعونة، متهما الجماعات المتطرفة المعادية لمصر بالعمل على خداع الرأي العام الأميركي، لتصدير صور سلبية غير حقيقية عن الداخل المصري، وقال النائب عبدالمنعم العليمي إن الإجراء الأميركي الأخير «سلبي ولا ينم عن نوايا وشعور إيجابي تجاه مصر».وذكر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، محمد العرابي، لـ «الجريدة»، أن اللجنة تواصلت مع دوائر صنع القرار الأميركية، لإبلاغها باعتراضها الشديد على تقليص المساعدات، لافتا إلى أن مثل هذا القرار متوقع من السياسة الأميركية التي تحتوي دوائر عدة، لكل منها صوت منفصل، منها ما هو مناصر لمصر وما هو معاد، وما هو حيادي.
تجديد الخطاب
وبعد انتهاء فترة من التوتر بين مؤسسة الرئاسة المصرية والأزهر الشريف، استقبل السيسي الإمام الأكبر أحمد الطيب، في مقر الرئاسة أمس، وصرح المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف بأن اللقاء جاء في إطار استعراض الجهود المستمرة التي يقوم بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني، وتنقيته من الأفكار المغلوطة، حيث عرض الطيب جهود رجال ومبعوثي الأزهر لنشر صحيح الدين والتصدي للفكر المتطرف، من خلال ترسيخ قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر.وأكد السيسي الدور المحوري للأزهر، باعتباره منارة للفكر الإسلامي المعتدل، لافتا إلى ما لمسه خلال زياراته الخارجية، وآخرها لعدد من الدول الإفريقية، من إشادة بما يقوم به الأزهر من جهود في سبيل نشر التعاليم الصحيحة للدين.وشدد الطيب على أن رسالة الأزهر ستظل تتميز بالوسطية والعقلانية، وأشار إلى الاتصالات مع مختلف المؤسسات الفكرية والدينية الدولية لدفع جهود التصدي للتعصب والعنف والتطرف قدما.إلى ذلك، أعلنت الحكومة حالة الاستنفار استعداداً لعيد الأضحى المبارك، إذ عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي، برئاسة شريف إسماعيل أمس، لمناقشة عدة ملفات، على رأسها الاستعدادات الخاصة باستقبال عيد الأضحى المبارك، استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي، الذي عقد اجتماعاً أمس الأول، مع رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، وعدد من الوزراء، لمناقشة استعدادات الحكومة لعيد الأضحى.وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة علاء يوسف، إن الاجتماع شهد استعراضاً للاستعدادات التي تتخذها الحكومة للعيد، من خلال العمل على توفير السلع والمنتجات الغذائية الأساسية للمواطنين بأسعار وكميات مناسبة، خاصة من اللحوم، وأنه تم عرض خطط الحكومة لتأمين المتنزهات وساحات الصلاة ورفع حالات الطوارئ بمختلف المستشفيات والطرق السريعة ووسائل النقل والمواصلات العامة، بما في ذلك خطة وزارة الداخلية للتأمين، إذ تقرر إلغاء إجازات رجال الشرطة خلال فترة العيد.تحديد هوية
في غضون ذلك، قال مصدر أمني لـ «الجريدة»، أمس، إن الشرطة نجحت في تحديد هوية الشخص الذي اعتدى على سيدة مسيحية أمام كنيسة «العذراء والملاك روفائيل»، الاثنين الماضي، إذ نجحت كاميرات المراقبة في رصد ملامح وجه المتهم، مؤكدا أنه سيتم إلقاء القبض عليه خلال الساعات المقبلة، وكشف عن زيادة خدمات تأمين الكنائس للتصدي لمحاولات استهداف الأقباط، فيما شارك آلاف الأقباط في صلاة ختام صيام العذراء، وسط استنفار أمني.وزار الوكيل العام لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة بالإسكندرية، القمص رويس مرقص، السيدة المسيحية المصابة جراء الاعتداء، أمل عوض، خلال وجودها في المستشفى، واطمأن على الحالة الصحية لها، إذ إن الأطباء أكدوا أنها في طريقها للتعافي، وأن معظم جروحها سطحية وغير خطيرة.في الأثناء، كثفت قوات الأمن في المنيا، من وجودها في عزبة محمد موسى المعروفة بـ «عزبة الفرن» التابعة لمركز أبوقرقاص لليوم الرابع أمس، لمنع وقوع اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين بالقرية، بعد أداء عدد من المواطنين الأقباط الصلوات في الشارع، بسبب تجاهل السلطات المعنية إعطاء ترخيص لهم لإقامة كنيسة.