دخل الرئيس اليمني السابق علي صالح في معركة وجود مع حليفه عبدالملك الحوثي، حشد لها اليوم أنصاره وعناصره المسلحة بالعاصمة صنعاء، وسط خلاف غير مسبوق بين طرفي الانقلاب، ينذر باحتمال تصاعده إلى حد الإقصاء.وخيم التوتر والترقب على صنعاء، عشية احتفال حزب المؤتمر، الذي يتزعمه صالح، بالذكرى الـ35 لتأسيسه، في ميدان السبعين، تزامناً مع حشد الحوثيين أتباعهم على مداخل العاصمة، لعرقلة وصول أبناء قبائل طوق صنعاء، الموالية للرئيس السابق.
وعشية الملحمة، دعا صالح في كلمة متلفزة، أنصاره، إلى الاحتشاد بهدف توجيه "رسالة للخارج" وطالب الأمم المتحدة بإصدار قرار بوقف الحرب، مشدداً على أن "المؤتمر" مستعد للحوار مع الأشقاء في السعودية على أساس قاعدة لا ضرر ولا ضرار، لإيجاد حل سلمي.واستنكر الرئيس السابق بيان "اللجنة الحوثية" التي اتهمته بالخيانة، مطالباً "عقلاء أنصار الله" بـ "عدم سكب الزيت على النار، لأن البلد مكهرب". وبعد أسبوع من تبادل إلقاء اللوم، برزت بوادر "صراع وجودي" بين طرفي الحلف المسيطر على العاصمة اليمنية، بعدما أعلن لقاء موسع للتنظيمات والأحزاب الموالية للحوثيين، مساء أمس الأول، "حالة الطوارئ باليمن"، داعياً إلى تجميد الأنشطة الحزبية، ورفع الحصانة عن البرلمانيين المتعاونين مع "التحالف العربي".
وجاء الإعلان، الذي يستهدف حزب الرئيس السابق، وبعض النواب، ممن التقوا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أخيراً، لإيجاد حل سياسي للنزاع اليمني، قبل ساعات من بيان رسمي لـ"اللجان الشعبية"، اتهمت فيه الميليشيات الحوثية المسلحة صالح بـ"الغدر"، وتوعدته، ووصفته لأول مرة بـ"المخلوع عن كل شيمة ومروءة وطنية ودين وأعراف وأسلاف"، إثر وصفه لها بـ"الميليشيات".وأفادت تقارير، أمس، بأن صالح وجه باستدعاء عناصر "الحرس الجمهوري"، الموجودة بمحافظة الحديدة، لدعم انتشار عناصر الفصيل الموالي في صنعاء، مضيفة أنه حشد 30 ألف مقاتل من أنصاره لتأمين الحشد بميدان السبعين، بينما استدعت الميليشيات تعزيزات ودبابات من محافظة عمران، شمال البلاد.واتهمت المنصات الإعلامية الحوثية الرئيس السابق وحزبه بالتنسيق مع التحالف الذي تقوده الرياض، وإعطاء إحداثيات بمواقع الميليشيات، بعد سلسلة غارات مكثفة على نقاط سيطرة "أنصار الله" على تخوم العاصمة، أوقعت 40 قتيلاً من المتمردين ليل الثلاثاء - الأربعاء.في هذه الأثناء، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الذي تعد بلاده شريكاً رئيسياً في "التحالف"، عن أمله أن يتراجع حزب "المؤتمر"، اليوم، عن التحالف مع الجماعة المدعومة من إيران، ورأى أن ذلك "فرصة تاريخية" للتراجع عن التمرد، "ليكون قراره لمستقبل اليمن".وترأس صالح الصماد، رئيس ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، والمشكّل من قبل الحوثيين وحلفائهم، اجتماعاً مخصصاً لمناقشة "خطة تأمين الاحتفال، الذي دعا إليه حزب المؤتمر، والفعالية التي دعت إليها اللجنة الثورية".ووجه الصماد "بأخذ كل الاحتياطات لمنع أي احتكاك أو صدامات قد تفتعلها القوى المتربصة بالوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية"، ملوحاً بـ"حسم مطلق" في حال حصول اضطرابات.