برامج اكتشاف المواهب تواجه شبح التراجع بانسحاب نجوم لجان التحكيم
تواجه برامج اكتشاف المُواهب في العالم العربي مأزقاً قبل الدخول في مراحل استعدادات انطلاق مواسمها الجديدة، إذ تشهد تغيرات كثيرة، في مقدمها انسحاب عدد من نجومها، فضلاً عن عثرات أخرى ربما تهدِّد خروجها إلى النور.
بعدما كانت برامج المواهب تتكئ على أسماء نجوم كبار لهم جمهورهم، ما يسهم في ارتفاع جذب المشاهدين، ثم المُعلنين، شهدت الأيام الماضية خبر انسحاب بعض أعضاء لجان التحكيم، لا سيما من الموُسم الرابع من «ذا فويس»، بدءاً بكاظم الساهر، ثم شيرين عبد الوهاب، وصولاً إلى صابر الرباعي. ولكل منهم أسبابه المُختلفة، من ثم لم يتبق سوى عاصي الحلاني.أعلن النجم العراقي كاظم الساهر عدم قدرته على الاستمرار في برنامجي اكتشاف مواهب «ذا فويس» و«ذا فويس كيدز»، معللاً ذلك بحجة انشغاله بالتفرغ لألبوماته من جهة، ونظراً إلى أنه لم يعد قادراً على التعامل مع ردود فعل من يغادر المسابقة من جهة أخرى، مؤكداً أنه لم يعد يستطيع تحمل الألم والحزن على الأطفال الذين يدخلون في نوبة بكاء بعد خسارتهم.بدوره صرّح النجم التونسي صابر الرباعي في برامج تلفزيونية عدة بأن إدارة «إم بي سي» لم تتفاوض معه على المشاركة في الموسم الجديد، فقرّر الاعتذار مثل بقية أعضاء لجنة التحكيم، ما وضع القناة في ورطة، لا سيما أن «ذا فويس» كان مقرراً بدء تصويره منذ فترة ليكون جاهزاً للعرض قريباً.
أما المُطربة المصرية شيرين فعلّلت انسحابها بأسباب انشغالها في تصوير برنامج جديد، وفيلم يشهد عودتها إلى السينما بعد غياب استمر أكثر من 10 أعوام.وقبل الاستقرار على انضمام كل من النجمة اللبنانية إليسا والفنان المصري أحمد حماقي، وزميلتهما الإماراتية أحلام، كانت ترددت أقاويل عن مشاركة ملحم زين الذي صرحّ في أحد البرامج التلفزيونية: «لا أؤكد الأمر، لكن المشاركة في اللجنة تشرفني». كذلك كان طُرح اسم النجمة المغربية سميرة سعيد، ولكنها نفت الأمر، وهو ما تكرّر أيضاً مع الفنان الإماراتي حسين الجسمي.
انسحابات سابقة
«ذا فويس» ليس البرنامج الوحيد الذي شهد انسحابات وتغيرات، بل سبقه عدد من البرامج، ما قد يشكل ظاهرة في هذا المجال. كان لافتاً انسحاب الفنان اللبناني راغب علامة من لجنة تحكيم الموسم الثالث من «آراب أيدول»، وهو وثّق ذلك في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «بعد تفكير طويل وبعد خلافات كبيرة في وجهات النظر، قرّرت الانسحاب من رئاسة اللجنة، متمنياً للجميع التوفيق والاستمرارية». وجاء هذا القرار في أعقاب عدد من الخلافات بين علامة وفريق العمل وإدارة محطة MBC.كذلك شهد «آراب غوت تالنت» في موسمه الخامس انسحاب الفنان السعودي ناصر القصبي، الذي أعلن في تغريدة عبر «تويتر»: «الجميلة نجوى، الشرير علي، الحبيب أحمد أحبكم كثيراً، وسأفتقدكم أكثر، وموسم مقبل ونجاح مبهر بطلتكم الرائعة إن شاء الله».ووضع القصبي صورة الثلاثي نجوى كرم وأحمد حلمي وعلي جابر، وعلق: «بالفعل أخطر ثلاثي، وحشتوني كثيراً، وانسحابي من البرنامج اضطراري بسبب مسلسل «العاصوف».. سأفتقدكم كثيراً».رأي النقد
ترى الناقدة الموسيقية ياسمين فراج أن هذه التغيرات التي شهدتها برامج اكتشاف المواهب حتى لو جاءت مصادفة ستنعكس إيجاباً على نسب المُشاهدة نظراً إلى رغبة الجمهور في معرفة الجديد، مشيرة إلى أن النجم الجديد يلحق به جمهوره أينما ذهب ويواظب على متابعته، ما يُجدِّد دماء البرامج، ويضيف إليها أجواءً مختلفة.وتؤكد الناقدة أن هذه الانسحابات ربما تكون صحية، لأنها تكسر حالة التكرار التي تعيشها هذه البرامج في الشكل والأسلوب.أما الناقد محمود قاسم فيوضح أن برامج المواهب أصبحت أقل بريقاً بسبب فقدانها المصداقية في نظر الجمهور، فهي لم تعد تقدِّم جديداً، مؤكداً أن انسحابات أعضاء لجان التحكيم الأخيرة منطقية بسبب الافتقار إلى المصداقية أيضاً، ما يُعد تحدياً صعباً لإدارات البرامج، نظراً إلى صعوبة استبدال النجوم، والنتائج العكسية المترتبة على ذلك.يتابع: «مثلاً عند انسحاب ناصر القصبي في برنامج «آراب غوت تالنت» لم يجلس أحد في مكانه، لأن الجمهور كان اعتاد حضور هذا النجم وروحه المميزة في اللجنة، وهو شكّل أداة جذب مهمة».قاسم يؤكد أن استبدال أعضاء اللجنة يكون محفوفاً بالمخاطر دائماً، نظراً إلى القاعدة الجماهرية الكبيرة التي يتمتعون بها في العالم العربي، وعند مغادرة أحد النجوم يدخل القيمون على البرنامج دائرة البحث والتشتت بسبب الخوف من تأثر نسب المشاهدة سلباً، والسعي إلى الحفاظ على النسق نفسه، خوفاً من الفشل، وهو أكبر تحدٍ لتلك البرامج.
انسحابات الأعضاء ستنعكس إيجاباً على نسب المُشاهدة ياسمين فراج