حسام الجوهري: «ليل داخلي» يكشف كواليس صناعة السينما
• تمنّى بقاء الفيلم في دور العرض حتى عيد الأضحى
عمل مساعداً لعدد من المخرجين قبل أن يخوض تجربته في فيلم «ليل داخلي»، وهو حالة فنية مختلفة ترصد الفساد في صناعة السينما وكواليسها ومشاكلها من خلال جريمة قتل. حول الفيلم الذي مرّ بعثرات كبيرة وكواليسه وفرص المنافسة والإيرادات كان لنا مع الجوهري هذا الحوار.
كيف جاءت فكرة «ليل داخلي»؟المنتج أشرف تادرس هو صاحب الفكرة، فيما صاغ السيناريو الصديق شريف عبد الهادي في أولى تجاربه في السينما بعدما قدّم أكثر من رواية ناجحة. تدور الأحداث حول جريمة قتل في أحد الأستوديوهات، تكشف بعض سلبيات صناعة السينما، من غسيل أموال ودعارة وفساد.هل اعتمدت في ترشيح الأبطال على الوجوه الشابة لأسباب إنتاجية؟
اخترت الأنسب للأدوار بغض النظر عن حجم الاسم، والأبطال كلهم ممثلون متميزون ولهم أعمال كثيرة ونجاحات سابقة. طبعاً، للإنتاج يد في اختيار الأبطال بل كان له الرأي النهائي في الترشيحات، لا سيما بوجود ميزانية محددة يصعب تجاوزها، ولكن الطاقم كله أجاد، ولا ننسى مشاركة النجمة بشرى وهي فنانة لها اسم وجمهور.
صعوبات ومنافسة
توقّف تصوير الفيلم أكثر من مرة، كيف واجهت هذا الأمر؟لم تكن حالات التوقّف كثيرة كما يعتقد البعض. تعرضت بُشرى لأزمة صحية وتأجّلت مشاهدها حتى تعافت ثم عاودت التصوير، ثم توقف فترة بسيطة بسبب التمويل ولكن حلّت المشكلة وأكملنا الفيلم. والحديث عن تأثير ذلك في مستوى الفيلم غير صحيح، لا سيما أن العمل ظهر بالشكل الذي يُرضي صانعيه.ماذا عن توقيت عرض الفيلم؟أرى أن توقيت إطلاق الفيلم مناسب لطبيعته التي تعتمد على التشويق، فيما لا تلائم العرض في عيد الأضحى، فضلاً عن أن أعمالاً عدة جيدة وقوية ستطرح في العيد. لذا قررنا طرح «ليل داخلي» قبل ازدحام أفلام العيد حيث فرص جذب الجمهور أكبر.كيف ترى فرص الفيلم في المنافسة؟أرى أن فرصه كبيرة في تحقيق إيرادات جيدة، لأنه ينتمي إلى أفلام الإثارة والتشويق التي تجذب الجمهور ونُفِّذ بشكل جيد، بالإضافة إلى أنه مختلف عن نوعية الأفلام المصرية ويشكِّل حالة جديدة على السينما المصرية، فضلاً عن أنه يملك مقومات العمل الناجح. وفي النهاية الحكم للجمهور.إيرادات
لكن الإيرادات التي حقّقها الفيلم حتى الآن ضعيفة؟لم يمض على نزوله سوى أيام والحكم عليه الآن غير صحيح. ننتظر حتى يمرّ أسبوع أو أكثر ثم ننظر إلى الإيرادات، وأفلام كثيرة لم تحقق أرقاماً كبيرة من أول يوم طرحها بل بعد أيام.انتقد البعض إيقاع الفيلم البطيء وطول بعض المشاهد خصوصاً الأخيرة. ما ردك؟أحترم الآراء، لكن إيقاع الفيلم كان مناسباً للأحداث التي تعتمد على التشويق. ثمة مشاهد تحتاج إلى وقت أطول، خصوصاً النهاية حينما تُكشف الألغاز وتُحل القضية، وأي فيلم سيجد فيه الجمهور مدة بعض المشاهد، خصوصاً المهمة درامياً، أطول من المشاهد الأخرى.مشكلات
المشاكل الإنتاجية حول الفيلم، كيف ترى تأثيرها في الإيرادات والبقاء في دور العرض؟لا يعنيني هذا الأمر وهو يخصّ المنتج فحسب. وجود الفيلم في دور العرض مرتبط بتفاعل الجمهور معه، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب المشاهدين ويبقى في الصالات حتى عيد الأضحى ويحقق إيرادات جيدة، خصوصاً مع ردود الفعل الأولية التي أشادت به. تعود إلى أفلام التشويق. هل تفضل هذه النوعية؟أعشق هذه النوعية من الأعمال التي تجذب الجمهور، وتجعله في حالة ترقب حتى نهاية الأحداث، ليعرف حل اللغز والتفاصيل الغائبة. بالطبع المخرج يجب أن يُقدم الأنواع كافة، وهو ما تحقق في «عسل أبيض» مع سامح حسين و{عش البلبل» مع كريم محمود عبد العزيز، ولكن دائماً ثمة نوع من السينما يفضله المخرج ويذهب إليه من وقت إلى آخر، وأنا أفضل التشويق.تعرض بعض أفلامك للهجوم والمقاطعة، ما رأيك؟كل من يختلف مع عمل يدعو إلى مقاطعته، لذا لم يسلم أحد من الهجوم، ومع ذلك لم يلتفت الجمهور إلى أي من تلك الحملات، وحققت أفلامي إيرادات جيدة. أرى أن من يهاجم نوعاً من الفن عليه تقديم البديل أو الجيد من وجهة نظره، بدلا من التفرغ للهجوم وفرض وصاية على المتفرج. وفي النهاية الحكم للجمهور.مشاكل السينما
حول مشاكل السينما المصرية يقول حسام الجوهري: «صناعة السينما كأي صناعة وتجارة، عندما يتوافر رأس المال تكثُر المصالح والفساد. بالطبع، ثمة أزمات الاحتكار والتلاعب في توزيع الفيلم ودور العرض، وتراجع الدولة عن الرقابة والاهتمام بالسينما، ما فاقم الأزمة، مع غياب من باستطاعته إعادة تنظيم الصناعة من الداخل وإصلاح ما وصلنا له. للأسف، بقي الأمر في يد أصحاب المصالح».
وجود الفيلم في دور العرض مرتبط بتفاعل الجمهور معه
الجمهور لم يلتفت إلى الحملات التي تدعو إلى مقاطعة أفلامي
الجمهور لم يلتفت إلى الحملات التي تدعو إلى مقاطعة أفلامي