قال رئيس جمعية الفنانين الكويتيين عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) إن الفنان الراحل حسين جاسم يعد أحد أبرز الأصوات الكويتية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فقد حباه الله جمال المظهر وعذوبة الصوت، علاوة على الخلق الدمث.

وتحدث المفرج عن الجانب التربوي في حياة الراحل، وأشار إلى أنه عرفه خلال عمله في وزارة التربية، فقد كان مدرساً لمادة التربية الموسيقية، وكان من خيرة المعلمين، وقد تدرج في المناصب إلى أن أصبح مديراً نظرا لتميزه وتفانيه في العمل.

Ad

ويستطرد في الحديث عن النظام والدقة اللذين انتهجهما الراحل في عمله، موضحاً: حينما كنت أزور المدرسة التي يعمل بها، كنت أشعر برغبة جامحة في المكوث فيها أكثر وقت ممكن، بسبب جمال المدرسة ومرافقها وفصولها، علاوة على النظام والدقة والانضباط في الفصول وغرف المدرسين والإدارة، فكل هذه الأمور كانت تحسب له، فهو كان مربياً فاضلاً لم يدخر وسعاً في خدمة التعليم أثناء عمله، ونظرا لمكانته المرموقة كانت وزارة التربية ترشحه لبعض المهمات الجسيمة.

ويتذكر المفرج التفاني في العمل والقدرة على مجابهة الصعاب وتقديم الإنجاز، ويقول : "أبوعلي لم تثنه يوماً جسامة المهمة أو صعوبتها، بل كان يمسك بزمام الأمور هادفاً إلى إنارة الطريق للآخرين، متجشماً عناء المشقة وبعد المسافة، وأذكر أنه في إحدى المرات رشحه المسؤولون في وزارة التربية إلى إدارة إحدى المدارس في منطقة الجهراء التعليمية، بسبب صعوبتها وعدم تمكن الآخرين من حسن إدارتها، فكان هو مثالاً للالتزام، فقبل المهمة عن طيب خاطر وكان بإمكانه الاعتذار، لكن الرغبة في تحقيق الإنجاز الصعب كانت أقوى، فقد قبل التحدي وأثبت أن المربي الفاضل لا يخشى بعد المسافة، حيث إن المدرسة الجديدة بعيدة عن بيته، فكان يقطع العديد من الكيلومترات لبلوغ الهدف الأسمى في توفير بيئة تربوية للنشء.