الأسد يطوّق «داعش» كلياً في البادية... والرقة تحت النار

الأمم المتحدة تقيم نتائج «الرياض 2»... وروسيا تؤكد موعد مباحثات أستانة سبتمبر المقبل

نشر في 24-08-2017
آخر تحديث 24-08-2017 | 19:26
مقاتلون من الجيش الحر على أحد تلال ريف القنيطرة أمس  (رويترز)
مقاتلون من الجيش الحر على أحد تلال ريف القنيطرة أمس (رويترز)
قام الجيش السوري وحلفاؤه أمس بتطويق تنظيم "داعش" كلياً في البادية السورية وسط البلاد تمهيداً للبدء بالمعركة من أجل طرده منها، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتمكن الجيش بذلك من قطع خطوط إمداد التنظيم. وسيقوم بطرد الجهاديين من هذه المناطق قبل أن يطلق معركته المصيرية في دير الزور (شرق)، التي تشكل القسم الأخير من هذه المنطقة الصحراوية وآخر محافظة تخضع لسيطرة التنظيم.

ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ مايو الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية، التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط عدة محافظات سورية وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية.

وتعتبر موسكو أن استعادة السيطرة على محافظة دير الزور الغنية بالآبار النفطية والحدودية مع العراق تعني نهاية التنظيم في سورية. ويسيطر التنظيم على غالبية محافظة دير الزور باستثناء جزء صغير من المدينة، التي تحمل الاسم نفسه والمحاصر منذ عام 2015.

وذكر المرصد "أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي لتفرض حصارها الأكبر على تنظيم الدولة الإسلامية" في البادية وخصوصاً في محافظة حمص.

وتمكن الجيش من السيطرة على جبل ضاحك وتمكنت القوات العاملة في شمال وجنوب القطاع من الالتقاء. كما تتواصل المعارك في منطقة السخنة، بقوات النظام في شمال السخنة، أبرز المدن السكنية في عمق البادية والتي تمكن الجيش من استعادته في 14 أغسطس، بحسب المرصد.

وبموازاة معارك البادية، يخوض الجيش السوري عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة اميركيا لطرد الجهاديين من مدينة الرقة.

ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من الجهاديين عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية.

إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين بالرقة بالخروج منها، وحثت التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسقطت ضحايا بالفعل.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند: "يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات، يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم"، مضيفاً: "الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن... هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي الدولة الإسلامية يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان".

ومع اشتداد المعركة للاستيلاء على المدينة، حذرت منظمة العفو الدولية أمس، من أن المدنيين في الرقة عالقون في حالة من "التيه القاتل" تحت وابل نيران المعركة بين "قسد" و"داعش".

سياسياً، قال نائب مبعوث الأمم المتحدة رمزي عزالدين، إن المنظمة الدولية ما زالت تُقّيم نتائج اجتماع الرياض الثاني بين أطراف المعارضة لتحديد موعد مفاوضات جنيف المقررة في سبتمبر المقبل.

بدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أمس أن مباحثات أستانة ستستأنف في سبتمبر المقبل، داعية الأطراف الدولية والإقليمية المعنية إلى مضاعفة الجهود في التصدي للإرهاب وحث السوريين على إيجاد حلول وسط من شأنها أن تؤدي إلى الاستقرار.

back to top