جابر المكافح

نشر في 25-08-2017
آخر تحديث 25-08-2017 | 00:15
 محمد العويصي في صباح يوم الأربعاء الموافق 9/ 8/ 2017م غادرت الكويت مع عائلتي إلى جمهورية أذربيجان الصديقة، وهناك سكنا في فندق جميل يطل على البحر في العاصمة "باكو" لمدة يومين، ومن ثم ذهبنا إلى "شكى" وهي تبعد عن العاصمة باكو 350 كيلومترا، واستغرقت رحلتنا في التاكسي أربع ساعات، ومكثنا فيها يومين شاهدنا خلالها الأماكن السياحية، ومن ثم غادرناها إلى "قبلا" التي تبعد عنها 100 كيلومتر، وهناك سكنا في فندق خمس نجوم.

وكان برفقتنا سائق تاكسي اسمه جابر "متزوج ولديه ثلاثة أولاد: إبراهيم ومريم وهابيل"، ويسكن مع والده ووالدته في بيت واحد، جابر يعمل معلما في المرحلة المتوسطة ويدرس مادة الجغرافيا ويجيد اللغة الإنكليزية بطلاقة.

طلبنا من جابر أن يطلعنا على الأماكن السياحية في منطقة "قبلا" وكانت محطتنا الأولى التلفريك الذي سار بنا مسافة طويلة، وعندما توقف في المحطة الأخيرة نزلنا وتناولنا طعام الغداء في أحد المطاعم، ثم عدنا بواسطة التلفريك إلى "قبلا"، وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى منطقة "خلخال" وهي عبارة عن منطقة جبلية تحيط بها الجبال الخضراء من جميع الجهات، وفيها بحيرة كبيرة لصيد السمك، وشلال ماء ينزل من الجبل الأخضر، جلسنا حول البحيرة لتناول طعام الغداء وكانت لحظات ممتعة ورائعة، ونحن نأكل طعامنا المكون من السمك المقلي والكباب والبطاطا والسلطات.

وفي اليوم الثالث ذهبنا إلى الشلالات السبعة، وركبنا جسر المشاة الذي يقع بين جبلين، واشترينا من الباعة الصغار الأعشاب مثل: المرمية، والزعتر، والبابونج، والينسون، والياسمين، والسماق، والزعفران، وعسل التوت اللذيذ. كما ذهبنا مع "جابر" إلى المتحف لمشاهدة الآثار القديمة والتحف لأذربيجان.

وفي اليوم الرابع ذهبنا إلى الإسماعيلية وقرية "لهاج" وبعدها تناولنا الطعام في منطقة "شامخي"، ومن ثم عدنا إلى العاصمة "باكو" خلال رحلتنا سألت "جابر" عن مقدار الراتب الذي يستلمه شهريا مقابل التعليم؟ فأجابني: "300 مانت" استغربت ذلك لأن 300 مانت تعادل 54 دينارا كويتيا، لذا فهو يعمل سائق تاكسي في العطل والمناسبات وأوقات الفراغ ليجمع المال ليحقق آماله وطموحاته، وقد أخبرني "جابر" أنه ينوي شراء سيارة جيب أكبر من سيارته الصغيرة، كما أنه ينوي هدم بيتهم القديم وإعادة بنائه من جديد.

"جابر" شاب طموح ومكافح ومخلص وأمين يحب عمله ويحب أسرته، ياليت كل شبابنا يقتدون به في إخلاصه وحبه للعمل وكفاحه من أجل لقمة العيش، فهل يستجيب شبابنا؟ آمل ذلك.

back to top