صورة لها تاريخ : عبداللطيف الوهيبي ومتحفه الرائع حول تاريخ العقيلات

نشر في 25-08-2017
آخر تحديث 25-08-2017 | 00:06
الوهيبي متوسطاً بعض زوار المتحف
الوهيبي متوسطاً بعض زوار المتحف
منذ عدة سنوات اتصل بي هاتفياً الأستاذ عبداللطيف الوهيبي، من مدينة بريدة في السعودية، يطلب مني تزويده بما كتبته عن تجارة "العقيلات" قديماً في الكويت. وكان يقصد بذلك ما كتبته بإيجاز في كتاب "الشامية... تاريخ وشخصيات"، الذي صدر عام 2008، وذكرت فيه أن سبب تسمية الشامية بهذا الاسم هو لأنها كانت مناخاً لقوافل تجارية تأتي وتذهب من وإلى الشام، محملة بالبضائع المختلفة، ويقودها تجار من نجد، ويصل عدد جمالها إلى عدة آلاف. وهذه القوافل كانت تتخذ من موقع الشامية وضاحية عبدالله السالم الحاليين مقراً مؤقتاً لها أثناء مكوثها في الكويت، ومنه كان تجارها ينقلون بضائعهم إلى ساحة الصفاة الشهيرة للمتاجرة مع أهالي الكويت.

هذه المكالمة كانت بداية للعلاقة بيني وبين الأستاذ المجتهد والمتألق عبداللطيف بن صالح الوهيبي، الذي وضع خطة أمامه، وعمل على تحقيقها وتنفيذها خلال سنوات طويلة من البحث والكتابة والبذل والعطاء.

وعندما زرته عام 2013 وجدت فيه الانكباب الكامل على هذا المشروع والهمة العالية لتنفيذه، وأطلعني حينها على نواة متحف العقيلات الذي كان يعمل على تأسيسه ليكون مركزاً تاريخياً وثقافياً في منطقة القصيم السعودية.

ويسر الله لي في 16 أغسطس الجاري زيارة ثانية للأستاذ عبداللطيف، فوجدت المتحف قد وُلد، ووجدت فيه عملاً تاريخياً جميلاً ورائداً، ويجب على كل زائر للقصيم أن يزوره ليطلع على ما فيه من تاريخ رائع ومذهل. لقد خصصت أسرة الوهيبي الكريمة أرضاً لابنها البار عبداللطيف ليقيم عليها المتحف، وتم بناء المبنى على الطراز التقليدي التراثي النجدي، وكأنه قلعة صغيرة من قلاع الماضي، وتم تصميمه ليشمل أقساماً وأركاناً منوعة بلغت 27 ركناً، أولها ركن الملك عبدالعزيز ووثائقه المرتبطة بالعقيلات، وآخرها ركن "نماذج من وثائق عقيل".

ومتحف العقيلات هو أول متحف متخصص عن تاريخ العقيلات بالمنطقة العربية، وسعى صاحبه إلى أن يكون هذا المتحف كتاباً يقرأه الزائر خلال ساعة واحدة، يعرف بعدها أهم المعلومات الأساسية في تاريخ العقيلات، من خلال الصورة والوثيقة والمقتنيات التراثية.

وبلغ عدد صور رجال العقيلات في المتحف نحو 350 صورة، وبجانب كل واحدة وضع ما توفر من معلومات عنهم، وبلغت الوثائق من مراسلات ومكاتبات أكثر من 1500 وثيقة، إضافة إلى مقتنيات تراثية من أدوات العقيلات واحتياجاتهم أثناء الرحلات، بلغت أكثر من 700 مقتنية.

وتم افتتاح المتحف برعاية كريمة من أمير منطقة القصيم د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز في 18-8-1438هـ، وبحضور كثيف من الأهالي وعائلات العقيلات الشهيرة. في المقالات القليلة المقبلة سأتناول تاريخ العقيلات، وسأعرض بعض وثائقهم وصورهم، ومرجعي في ذلك كتاب "العقيلات... مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد"، لمؤلفه أ. عبداللطيف بن صالح الوهيبي، والصادر عام 2017 عن مكتبة العبيكان.

back to top