استعرض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح نفوذه وشعبيته، في مواجهة حلفائه الحوثيين، ونجح في حشد عشرات الآلاف من أنصار حزبه، الذي احتفل بذكرى تأسيسه الـ35، أمس، وسط صنعاء.وألقى الرئيس السابق كلمة، وسط حشد غير مسبوق، في ساحة السبعين، منذ سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة اليمنية، بالتحالف مع حزب «المؤتمر»، الذي يتزعمه، عرّى فيها عجز الحكومة التي تسيطر عليها جماعة «أنصار الله» الحوثية عن دفع رواتب المقاتلين.
ورغم ابتعاده عن انتقاد حلفائه، بشكل مباشر، بعد أسبوع من تبادل الاتهامات والوعيد، فإنه ذكّر بجهود وتضحيات شباب «المؤتمر» في القتال ضد الحكومة المعترف بها دولياً و«التحالف العربي»، وقال إنه مستعد لإمداد الجبهات بـ«جيش من أبناء المؤتمر في مختلف المحافظات»، شريطة توفير الحكومة التي يديرها الحوثيون للرواتب.وأظهر الشرط الذي وضعه صالح، حجم الأزمة المالية التي تعانيها حكومة الحوثيين، وعجزها عن دفع الرواتب وتوفير احتياجات اليمنيين، في حين يتهمها الرئيس عبدربه منصور هادي بالتعنت وتعطيل التوصل إلى حل سلمي للنزاع، منذ انقلابها على سلطته في سبتمبر 2014. وذكّر، في خطابه الذي ألقاه من خلف زجاج مضاد للرصاص، بانتصار «الثورة اليمنية» التي أنهت حكم الإمامة الزيدية، وهو ما اعتبره مراقبون مواجهة غير مباشرة لطموحات «أنصار الله»، المتهمة بالسعي إلى تطبيق نظام على غرار حكم المرشد الأعلى في إيران.
وبينما تجنب الرئيس السابق «تفكيكاً سريعاً» لتحالف الانقلاب، رغم بوادر التصدع في «العلاقة الاضطرارية» التي جمعته بالجماعة المدعومة من طهران، داعياً مؤيديه إلى «الصبر والصمود»، بدا الأمين العام لحزب «المؤتمر»، عارف الزوكا، أكثر وضوحاً، وهاجم «الفساد والعجز عن تحصيل الإيرادات، والخلل في النظام المالي العام»، مشدداً على أن حزبه يرفض أن تكون شراكته مع الحوثيين «مجرد ديكور».في المقابل، فشلت «أنصار الله»، التي تفادت الصدام مع أتباع صالح، في حشد أتباعها، وجاءت تجمعاتهم عند مداخل العاصمة متواضعة في مواجهة «المؤتمر»، غير أن رئيس ما يسمى بـ«اللجنة الثورية» محمد علي الحوثي تعهد بـ«مساندة جبهات القتال»، بكل ما أوتيت جماعته من قوة.ودعا القيادي الحوثي إلى «استعادة الزخم الثوري»، في وقت تواجه جماعته غضباً شعبياً متزايداً مع تردي الأوضاع المعيشية، خاصة في العاصمة، وتوعد الحوثي التحالف الذي تقوده السعودية، وقال إن دوله ستتقسم إذا استمرت في حملتها.ووجه انتقاداً ضمنياً لدعوة صالح إلى توفير الرواتب للمقاتلين، وقال إنه لا يمكن لما أسماها «ساحات الصد والوفاء والبذل والتضحية»، المساومة أو التراجع عن مواجهة العدوان.