عقب حديث أميركي عن حجب جزء من أموال المعونة المقدمة إلى مصر، مما تسبب في غضب القاهرة، بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب راغب في احتواء أي أثر سلبي للتوجه الأميركي بتقليص المساعدات على مستقبل العلاقات بين واشنطن والقاهرة، إذ أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي فجر اليوم، حاول فيه ترطيب الأجواء.وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن ترامب أكد خلال الاتصال قوة علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة، وحرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أي عقبات قد تؤثر عليها، فيما أعرب السيسي عن تقديره للرئيس الأميركي، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين ويحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وكانت مصادر أميركية قد أعلنت، أن واشنطن جمدت 95.7 مليون دولار، من قيمة المساعدات السنوية لمصر، المقدرة بـ 1.3 مليار دولار أميركي سنوياً، وأخّرت 195 مليون دولار أخرى، بسبب ما اعتبرته فشلاً مصرياً في تحقيق تقدم في ملف حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، مما تسبب في صدمة بأروقة الحكومة المصرية، التي عبرت الأربعاء الماضي، عن أسفها لهذه الخطوة.وتشهد العلاقات بين مصر وأميركا انتعاشة منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن يناير الماضي، إذ سبق أن تبادل الرئيسان تصريحات إيجابية، في ظل حديث ترامب عن وجود «كيمياء» مع السيسي، فيما زار الأخير واشنطن في أبريل الماضي، كانت زيارته الأولى لها منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، لتطوى صفحة التوتر والجفاء التي ميزت العلاقات خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.ووصف المكالمة التي جاءت لتحجم أي أزمة في العلاقات بين البلدين، رئيس لجنة العلاقة الخارجية بمجلس النواب، محمد العرابي، بـ»المهمة جداً»، مضيفاً لـ»الجريدة»: «جاءت لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، إذ أكدت للجميع أن العلاقات بين البلدين أكبر وأهم من نقاط الخلاف، كما أنها دليل على حرص الإدارة الأميركية على تفنيد أي سوء تفاهم بين الجانبين، واستمرار بناء جسور التعاون مع القاهرة»، وتوقع أن يستغل ترامب سلطاته الدستورية لإعادة الجزء المستقطع من المعونة.
دعم بريطاني
في الأثناء، استقبل وزير الخارجية سامح شكري أمس ، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبوزيد، بأن زيارة بيرت تأتي لتعزيز آليات التشاور بين البلدين، فيما يتعلق بالعديد من الأزمات التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومستقبل عملية السلام، والأزمتان الليبية والسورية، والوضع في اليمن والعراق، وجهود مكافحة الإرهاب ومختلف جوانب العلاقات المصرية البريطانية.وأكد الوزير البريطاني الاهتمام الخاص الذي توليه بلاده لتعزيز شراكتها مع مصر، منوهاً بأن المبعوث التجاري البريطاني سيزور مصر قريباً، وأوضح أنه رغم عدم استئناف حركة الطيران البريطاني المباشر إلى شرم الشيخ، فإن السياحة البريطانية إلى مصر ارتفعت بنسبة 60 في المئة، عن العام الماضي، فضلاً عن أن بريطانيا الشريك الاستثماري الأول لمصر.لا جديد
وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أيام عن وجود تقدم بشأن مسألة استئناف الرحلات مع مصر والمتوقفة منذ سقوط طائرة روسية في سيناء أكتوبر 2015، أكد وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، أن القاهرة لم تتلق أي إخطارات من موسكو حول عودة الرحلات الروسية للمطارات المصرية.وأضاف فتحي خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الطيران المدني في إفريقيا والشرق الأوسط، بشرم الشيخ، أن الوزارة انتهت من تنفيذ جميع متطلبات الجانب الروسي، التي لا تعني وجود تقصير أمني بالمطارات، بدليل أن هناك رحلات تصل وتقلع من الدول الأوروبية والأميركية ولم تطلب تلك التدابير، وأشار إلى أن لكل دولة الحق في طلب أي إجراءات أمنية إضافية تتماشى مع سياستها.طعن قبطي
وفيما أعلنت القوات المسلحة اليوم، قتل 6 تكفيريين وتدمير 12 وكراً إرهابياً في سيناء، نفذ شخص مجهول واقعة طعن بالسكين ضد مساعد شرطة مسيحي، أثناء وجوده في محيط كنيسة منشأة الذهب، التابعة لمركز المنيا بصعيد مصر، منذ عدة أيام، ولم يتم الكشف عنها إلا أمس، وهي واقعة الطعن الأولى ضد قبطي في صعيد مصر، إذ سبق أن نحر متعاطف مع داعش قبطياً في يناير الماضي، تلاها عملية طعن فاشلة استهدفت قبطياً يعمل في حراسة كنيسة القديسين بالإسكندرية، ثم واقعة طعن سيدة مسيحية أمام كنيسة العذراء والملاك روفائيل بالمدينة ذاتها، الاثنين الماضي.وقال مصدر أمني اليوم، إن مساعد الشرطة «57 عاماً»، لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر تعرضه لعدة طعنات متفرقة بأنحاء الجسم بواسطة سلاح أبيض على يد مجهول، تمكن من الهرب، فيما جرى التحفظ على كاميرات المراقبة بالكنيسة لكشف هويته، وفرضت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنيا كردوناً أمنياً، بمحيط الكنيسة ووضع حواجز حديدية بموقع الجريمة، مع نشر تشكيلات من قوات الأمن المركزي، كإجراء احترازي عقب الواقعة.من جهته، طالب راعي كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، عبدالمسيح بسيط، بضرورة عدم استباق التحقيقات لكشف غموض الحادث، ودوافعه، مضيفاً لـ»الجريدة»: «الواقعة مر عليها عدة أيام، ورغم ذلك لا يمكن الجزم بسبب الحادث وهل هو جنائي أم طائفي، خصوصاً أن المجني عليه كان في زيارة لأهله في المنيا ولم يكن في وقت العمل».