ارتفعت أسعار النفط أمس، في ظل استعداد قطاع النفط الأميركي لتعطل محتمل للإنتاج مع اتجاه الإعصار «هارفي» إلى مركز قطاع النفط في البلاد في خليج المكسيك.

وتشتد قوة العاصفة سريعاً من أمس الأول، وقد تتحول إلى أكبر إعصار يضرب البر الرئيسي الأميركي في 12 عاماً، وتتجه صوب المنطقة بين هيوستون وكوربوس كريستي على ساحل تكساس.

Ad

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 33 سنتاً أو 0.7 في المئة عن التسوية السابقة ليصل إلى 47.76 دولاراً للبرميل.

وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 38 سنتاً أو 0.7 في المئة عن الإغلاق السابق ليصل إلى 52.42 دولاراً للبرميل.

وارتفعت الأسعار مع إغلاق منشآت الإنتاج في المنطقة المتأثرة استعداداً للإعصار، وفي ظل توقعات بأن عمليات الإغلاق قد تستمر إذا سببت العاصفة أضراراً واسعة.

وكانت أسعار الخام الأميركي 2 في المئة أمس الأول، ونزل الخام الأميركي في العقود الآجلة 98 سنتاً ليبلغ عند التسوية 47.43 دولاراً للبرميل.

وأغلق خام القياس العالمي مزيج برنت منخفضاً 53 سنتاً أو 1 في المئة عند 52.04 دولاراً للبرميل.

وتأثر سوق النفط سلباً أيضاً بارتفاع الدولار قليلاً، بما يزيد تكلفة الخام المقوم بالعملة الأميركية على مشتريه بالعملات الأخرى، مع ترقب المستثمرين اجتماع مسؤولي البنوك المركزية، الذي بدأ أمس في جاكسون هول بولاية وايومنغ.

ومن المقرر أن يصبح الإعصار «هارفي» أسوأ عاصفة تضرب تكساس خلال أكثر من عقد من الزمان، ما أثار ذعراً في الولاية، التي تعد قلب صناعة الطاقة الأميركية، حيث تم إخلاء المنصات البحرية وإغلاق المصافي والعديد من مواقع العمل، ما تسبب في ارتفاع أسعار السلع بدءاً بالبنزين حتى فول الصويا.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للبنزين تسليم سبتمبر بنسبة 3.80 في المئة إلى 1.7276 دولار للغالون الواحد (2.8 لتر تقريباً)، بعدما بلغت 1.7303 دولار وهو أعلى مستوى لها في أربعة أشهر في وقت سابق.

وبدأت مصافي النفط في ساحل خليج المكسيك، التي تجري ما يقرب من نصف عمليات التكرير في الولايات المتحدة، في إيقاف أعمالها لاقتراب «هارفي»، الذي يصنف كعاصفة من الفئة الأولى ذات رياح عاتية تبلغ سرعتها 85 ميلاً (137 كيلومتراً) في الساعة.

ويخشى مراقبون من تطور «هارفي» إلى الفئة الثالثة، التي تصل سرعتها إلى ما لا يقل عن 111 ميلاً في الساعة، التي ستكون أقوى عاصفة تضرب الولايات المتحدة منذ إعصار «ويلما» عام 2005.

وقال أحد كبار خبراء الأرصاد الجوية لدى «AccuWeather» «كارل إريكسون» لـ«بلومبرغ»: نتوقع حدوث فيضانات كارثية مهددة للحياة في جنوب شرق تكساس تزامناً مع اقتراب «هارفي».

وبعيداً عن التأثير المحتمل للعاصفة على قطاع النفط، لا يزال سوق الخام يشهد وفرة في المعروض العالمي رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج من أجل تعزيز الأسعار.

وقالت لجنة المتابعة الوزارية المشتركة التي تضم منظمة «أوبك» ومنتجين مستقلين، أمس الأول، إنها واثقة من اتجاه السوق في الطريق الصحيح، مؤكدة في الوقت ذاته أن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك تمديد اتفاق خفض المعروض لما بعد مارس.

من جانبه، قال وزير النفط النيجيري، إن إنتاج بلاده بلغ أقل من 1.8 مليون برميل يومياً خلال يوليو، وهو الحد الأقصى الذي أقرته «أوبك» لإنتاج البلد الإفريقي.

وتعهدت أوبك وبعض المنتجين خارجها منهم روسيا بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يومياً هذا العام وحتى نهاية الربع الأول من 2018.

غير أن المنتجين ليسوا جميعاً ملتزمين بتعهداتهم، وتظل مستويات الإمدادات عالية، مما أدى إلى استمرار تدني الأسعار.

وأفادت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة أيضاً بأن من الممكن تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد مارس، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.

ويرجع ارتفاع تخمة معروض الخام إلى أسباب منها الإنتاج الأميركي الذي قفز 13 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.53 ملايين برميل يومياً، مقترباً من مستواه القياسي البالغ 9.61 ملايين برميل يومياً المسجل في يونيو 2015.