ذكرت في أكثر من مقال سابق أن "داعش" صنيعة مخابرات غربية، بهدف تشوية الدين الإسلامي، والفكرة التي يتمحور حولها قيام هذا التنظيم الإرهابي هي إسقاط مفهوم الجهاد وشيطنته، لأنه لا يخفى على أحد حالة الرعب التي ستعيشها الدول الغربية في حال قيام جهاد إسلامي حقيقي تحت راية موحدة، لذلك صنعوا دولة خلافة بشعة بقيادة النكرة البغدادي لإجهاض مجرد التفكير بهذا الاتجاه.

لهذا قام التنظيم الإرهابي بالتسويق لنفسه من خلال فكرة الصدمة والرعب، والتي تتمثل بالوحشية غير المسبوقة، والكل تابع حرفية تصوير القتل والتنكيل باستخدام طرق مختلفة من حرق وإغراق وذبح بالسكاكين من الوريد إلى الوريد بصورة بشعة تعلق بالأذهان وبإخراج عالي الجودة، لإحداث الخوف والهيبة، وترسيخ مفاهيم خاطئة عن الإسلام في مخيلة الآخرين، خصوصا فيما يتعلق بالدموية والوحشية.

Ad

إن "داعش" فيما يبدو لك عند ذكر اسمه شيء مخيف، وفي حقيقة أمره "نمر من ورق" عميل للصهاينة خسر في الآونة الأخيرة أراضي شاسعة في العراق وسورية، ولم نسمع عن أسر أو قتل أي قيادي في التنظيم، وسر انتشاره يكمن في مهارته في استخدام عالم الإنترنت الواسع النطاق في تجنيد كل من لديهم فراغ روحي وجهل ويأس من الحياة، وأمراض ومشاكل نفسية، ولا سيما صغار السن، فاليأس يتحول إلى سعادة مع "داعش" من خلال غسل أدمغة هؤلاء الدراويش بفكرة الجهاد ونيل الشهادة ودخول الفردوس الأعلى والظفر بالحور العين!

ختاماً:

أعلن وزير الداخلية الفرنسي غيراد كولومب يوم الثلاثاء ٢٢ أغسطس الجاري "أن نحو ثلث الأشخاص الذين يوصفون بالتطرف يواجهون مشاكل نفسية، لذلك يتعين إيجاد حلول بوسائل مقبولة حتى لا يقدم الأفراد الذين يعانون فعلاً اضطرابات خطيرة على تنفيذ مزيد من الاعتداءات". ويكفي تتبع كل من قاموا بعمليات إرهابية لتكتشف أنهم يعانون هذه الاضطرابات، وآخرهم المغربي عبدالباقي السعدي من تاجر مخدرات إلى إمام لمهاجمي برشلونة!

ودمتم بخير.