كنه المرأة
![عفاف فؤاد البدر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472833350355951700/1472833364000/1280x960.jpg)
لذا اختارت الخروج للعمل والمهانة وخلع ثوب أنوثتها الحقيقية، فإذا كانت فعلا لا تقدر ذاتها ولا تحيطها بأي عناية ولا توليها أي اهتمام فخروجها للعمل بحد ذاته هو مدعاة لخلل عشها، وما لم تبنه وفق القواعد السليمة فهو مبني على الخوف (المهدد للأمن والاستقرار) وعدم الحب والصراعات من أجل العيش. في مقامي هذا لا أدعو إلى عدم العمل، فأنا أحيا بالعمل، لكن ليكن العمل نابعا من قواعد مبنية على الحب والتفاهم ومعرفة كنهي الذي هو لب كل شيء، فتعمل من وسط دارها في إيجاد الشغف الخاص بها مع العودة في كل مرة إلى العمق، والسؤال ما كنهي؟ كيف أتعرف على كينونتي التي إذا وجدتها تفعلت لي "كن فيكون" الربانية التي تجعلني أنال كل حقوقي من غير أي تعب ومشقة. عزيزتي المرأة نحن في أيام جليلة، أيام أقسم الله بلياليها، تفردي مع خالقك في كل ليلة واسأليه بحوار ودي وعلاقة حب وتصاف وتصالح بين العبد وخالقه عن كنهك؟ ووجودك؟ وغايتك؟ ورسالتك؟ ومن تكونين بالفعل؟ حتماً ستجدين السكون والشعور بالقوة لعدم رغبتك في شيء، وكل شيء موجود في داخلك، فقط اسألي الله أن يقودك لحقيقتك السامية واستشعري أهمية السكينة والهدوء والاستقرار الداخلي، وثقي أن هذا كل ما تريدينه بالفعل، ولتكن لك بداية مشرقة مع الليالي العشر في استشعار هذا الكنه!