في خطوة نحو صدام محتمل مع قوات الرئيس بشار الأسد وحليفته موسكو، التي اعتبرت السيطرة على المحافظة إحدى النقاط الرئيسية في نجاح حملتها، أعلنت قوات سورية الديمقراطية «قسد» المدعومة أميركياً، أمس، استعدادها لبدء هجوم واسع، لطرد تنظيم «داعش» من محافظة دير الزور «قريباً جداً جداً».

وأوضح رئيس المجلس العسكري بدير الزور أحمد أبوخولة، الذي يحارب تحت لواء «قسد»، أن الهجوم ربما يبدأ «خلال عدة أسابيع»، بالتزامن مع معركة مدينة الرقة، التي أعدت فيها عدتها لشن هجوم من أجل استعادة السيطرة على حي الرشيد بالمدينة القديمة وسط الرقة.

Ad

وأخذت «قسد» دفعة قوية، أمس، مع انضمام سبع كتائب مقاتلة من قوات النخبة التابعة لرئيس ائتلاف المعارضة السابق أحمد الجربا، في ريفي دير الزور والحسكة إليها.

وفي بيان، قالت الكتائب السبعة، التي تنتمي إلى قبيلتي البكارة والشعيطات، إن «فصائل الجيش الحر انحرفت عن أهداف الشعب، وارتهنت للمال السياسي»، مؤكدة أنها سارعت بالانتقال من إدلب إلى ريفي دير الزور والحسكة، لمشاركة قوات سورية الديمقراطية بمحاربة الإرهاب واعتبارها مرجعية عسكرية لها.

وفي مقطع الفيديو، قيل إنه صور في حي الرشيد، أمكن مشاهدة مقاتلين وهم يطلقون أسلحة على أهداف، ورد أنها مبان يستخدمها أعضاء من «داعش»، لكن مسؤولين يقولون، إن القوات تتقدم بحذر في ظل استخدام التنظيم القناصة والسيارات الملغومة والشراك الخداعية ويمنع المدنيين من المغادرة.

وفي حوار مع «قناة روسيا اليوم»، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في 13 أغسطس، أن دير الزور إحدى النقاط الرئيسية واستعادتها تظهر مدى النجاح في الحرب السورية.

دعم أميركي

بدوره، حذر رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أمس، من أن أي دعم إضافي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية سيسبب مشكلات، مؤكداً أن بلاده تتعاون مع روسيا وإيران في سورية وليس هناك ما يدعو إلى أن تقف مع واشنطن على طرفي النقيض. وقال يلدريم، للصحافيين على متن الطائرة لدى عودته من فيتنام، «نتحدث عن بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي، ويجب ألا يكون هناك ما يدعو إلى وجود مشكلات. وبالطبع إذا ظهر منهم موقف غير ما أبلغونا به بشأن مسألة وحدات حماية الشعب فستكون هناك مشكلة». ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ مايو الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية الممتدة على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط عدة محافظات سورية بالحدود العراقية والأردنية، ويهدف من خلال عملياته إلى استعادة محافظة دير الزور من عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية

هجوم مضاد

وبعد نجاحها، أمس ، بتطويق «داعش» بشكل كامل في البادية تمهيداً لبدء معركة طرده منها، تلقت قوات النظام وحلفاؤها ضربة موجعة خسرت فيها أكثر من 50 عنصراً في هجوم معاكس شنه «داعش» على مناطق فقدها في الرقة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن التنظيم تمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في شرق المحافظة وطرد قوات النظام منها، مبيناً أن «التنظيم وسع سيطرته عند ضفاف الفرات الجنوبية وأعاد قوات النظام على بعد 30 كيلومتراً من الضواحي الغربية لمعدان»، آخر معاقل «داعش» في ريف الرقة الشرقي والمتاخمة لدير الزور، والتي تمكنت القوات النظامية من الوصول إلى أطرافها هذا الشهر.

90 ألف غارة

وفي استعراض شامل للعمليات المستمرة منذ نهاية سبتمبر 2015، أعلن قائد القوات الروسية في سورية، أمس، سيرغي سوروفكين أن سلاح الجو شن نحو 90 ألف ضربة جوية على مناطث فصائل المعارضة و«داعش»، مشيراً إلى أنه بفضل الدعم الروسي ازدادت مساحة الأراضي الخاضعة لقوات الأسد 4 أضعاف من 19 إلى 78 ألف كيلومتر. وأكد رودسكوي، أثناء مشاركته في فعاليات طاولة مستديرة، في إطار معرض «الجيش-2017»، مقتل أكثر من ثمانية آلاف مسلح، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتدمير أكثر من 400 هدف في 160 طلعة جوية هذا الأسبوع فقط . بدوره، أفاد رئيس إدارة الأركان الروسية الجنرال إيغور كوروبوف بأن «هيئة تحرير الشام» تضم في صفوفها أكثر من 25 ألف مسلح يعمل تحت لوائها نحو 70 جماعة، مؤكداً أن «جبهة النصرة» تشكل القوام الرئيسي لهذه الهيئة وتعتمد في تمويلها على تجارة النفط والمخدرات وبيع الآثار التاريخية النادرة والأعضاء البشرية والأتاوات على السكان الخاضعين لسيطرتها، إضافة إلى التبرعات التي تصل من دول مختلفة.

قاعدة خطيرة

في هذه الأثناء، كشف موقع «زمان الوصل» المعارض أمس، عن قاعدةٍ روسيةٍ وصفها بـ»الخطيرة»، دأبت روسيا على إنشائها منذ نحو عام بمنطقة مصياف في ريف حماة القريب من الساحل السوري، مشيراً إلى أن خطورتها تكمن في أنها تضم أخطر وأحدث الأسلحة.

وكشف المصدر أن القاعدة تقع ضمن تلة تسمى «ضهر رامة أحمد» يزيد ارتفاعها عن 1300 متر عن سطح البحر، وهي منطقة عسكرية مشرفة تماماً على السهل والبحر، تابعة لمعسكر «الفوج 49 دفاع جوي إس -200»، موضحاً أنها تبعد 13 كم عن قاعدة «وادي جهنم» بريف طرطوس و13 كم عن «الشيخ غضبان» التابعة إدارياً لمحافظة حماة، ما يعزز أهميتها في منطقة اختارها النظام لأن سكانها بغالبيتهم الساحقة من الشريحة شديدة الولاء له.

موجة اغتيالات

في غضون ذلك، حذر القيادي بالجيش الحر إياد بركات من أن المنطقة الجنوبية تشهد توقفاً تاماً للقصف والاشتباكات، بالتزامن مع موجة اغتيالات وتصفيات في صفوف المعارضة.

واتهم بركات، في تصريح لوكالة «آكي» الإيطالية، القوات الحكومية بالوقوف خلف بعض تلك الاغتيالات، واصفا الأمر بـ«سياسة التصفية الناعمة» بدل القصف والمعارك. لكنه أقر بأن البقية تحصل نتيجة تصفية حسابات بين بعض الفصائل المسلحة لأسباب شخصية في الغالب.