نواب يروجون أنفسهم بـ «لحوم التضامن»
صورهم على سيارات مكافحة الغلاء... والحريري: متاجرة بأموال الغلابة
في استغلال واضح من جانب السلطة التشريعية لما تمتلكه السلطة التنفيذية، قام نواب محافظة القاهرة المنضمون إلى جمعية «من أجل مصر» (تحت التأسيس) معظمهم أعضاء في ائتلاف الأغلبية النيابية «دعم مصر»، بوضع صورهم على سيارات محملة بأنواع مختلفة من اللحوم المثلجة بأسعار مخفضة للمواطنين، والتي وفرتها وزارة التضامن بالتعاون مع محافظة القاهرة، في إطار حملتها لمواجهة الغلاء.ورصدت «الجريدة» انتشار السيارات في الدوائر الانتخابية المختلفة داخل العاصمة، حيث ظهرت صورة نائب الدائرة على السيارة، وفي منطقة الإسعاف بوسط القاهرة قال شاب مسؤول عن بيع السلع في إحدى هذه السيارات يدعى أحمد سمير: «وزارة التضامن تعاقدت معي مقابل راتب 1500 جنيه شهرياً، بعقد مؤقت مدة 6 أشهر»، مشيراً إلى أن صورة النائب المثبتة على السيارة تأتي –حسب علمه– في إطار تعاون بين النواب ومحافظة القاهرة، حيث تسلم كل نائب سيارة مثلها ليعلق عليها صورته.
فيما قال وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البرلمان، المنسق العام لجمعية «شباب من أجل مصر» أحمد بدوي، إنه سيتم أيضاً استكمال فتح منافذ لبيع المنتجات في مجمعات استهلاكية في جميع المحافظات، خلال الشهر الجاري.وتابع في تصريح لـ»الجريدة»: «تم إنشاء بعض المنافذ في 16 محافظة بجهود ذاتية، بهدف مساندة الدولة ومساعدة المواطن على مواجهة الغلاء»، مشيراً إلى أن أي صور للنواب تحملها عربات «مكافحة الغلاء» هي بالتأكيد لنواب شاركوا في دعمها.حكومياً، قال مستشار وزير التموين محمد السويد لـ»الجريدة»، إن الوزارة تعتزم أيضاً طرح عدد من العربات تحت مسمى «مشروع جمعيتي»، على أن تكون منافذ للشباب تتولى إدارتها الحكومة، ويصرف راتب شهري للشباب العاملين بهذه السيارات، وأضاف: «خطة الوزارة تستهدف إنشاء 5 آلاف فرع على مستوى الجمهورية، وتعميم الفكرة يخلق فرص عمل جديدة للشباب».على النقيض، قال عضو تكتل «25/30» البرلماني، هيثم الحريري، إن أي دعم من الدولة للنواب مرفوض ومستهجن، موضحاً لـ«الجريدة»، «هذه الحملة تأتي ضمن تعاون الحكومة مع ائتلاف دعم مصر، حيث وفرت لنوابه مبلغاً قدره مليون ونصف المليون جنيه لكل نائب، تقدم في صورة خدمات في دائرته، من خلال وزارة التخطيط، وأشار إلى أن استخدام النواب لخدمات تقدمها الدولة للمواطنين يعد متاجرة بأموال الشعب وقوت الغلابة.