بغداد تنتزع مركز تلعفر... و«استقلال» كردستان يضرب كركوك

● لودريان وبارلي: باريس متمسكة بوحدة العراق
● مقتل ضابط وإصابة 5 في انفجار قرب السعودية

نشر في 26-08-2017
آخر تحديث 26-08-2017 | 21:00
عناصر من القوات العراقية المشتركة و«الحشد الشعبي» في تلعفر أمس (رويترز)
عناصر من القوات العراقية المشتركة و«الحشد الشعبي» في تلعفر أمس (رويترز)
طردت القوات العراقية المشتركة عناصر تنظيم «داعش» من قلب تلعفر، وأعلنت السيطرة على 70% من المدينة الاستراتيجية، بالتزامن مع بدء وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين زيارة لبغداد أمس، وفيما خيم التوتر على محافظة كركوك، أكد رئيس حزب «الأمة العراقي» مثال الآلوسي تأييده لاستقلال إقليم كردستان.
انتزعت القوات العراقية السيطرة على مركز مدينة تلعفر وقلعتها العثمانية، بعد 7 أيام من انطلاق عملية تحريرها من قبضة تنظيم «داعش».

وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» بالجيش العراقي أن قوات مكافحة الإرهاب استعادت حيي «القلعة» و«بساتين تلعفر» وسط المدينة الاستراتيجية التي تعد أحد أهم معاقل التنظيم المتشدد المتبقية في العراق، والتي تمثل خسارته لها ضربة، لأنها ستقطع طريق إمداده من سورية.

وأفادت بأن الشرطة الاتحادية و»الحشد الشعبي» سيطرا على أحياء القادسية الأولى والثانية والربيع شمال غربي تلعفر. كما ذكرت مصادر عسكرية أن عمليات القوات العراقية تسير بشكل شبه انسيابي من دون أن تواجه مقاومة تذكر من مسلحي التنظيم.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في بغداد، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري: «70 في المئة من مدينة تلعفر تم تحريرها، وإن شاء الله الجزء المتبقي قريبا يتحرر».

لكن قائد عمليات «قادمون يا تلعفر»، الفريق يارالله أكد أن «العمليات العسكرية مستمرة لحين إكمال ناحية العياضية والمناطق المحيطة» التي انسحب إليها معظم عناصر التنظيم على بعد 15 كلم شمال تلعفر.

وتلعفر، التي كان عدد سكانها قبل سيطرة التنظيم عليها في 2014 يصل إلى 200 ألف شخص، غالبيتهم من الشيعة التركمان، هي آخر أهداف الحرب التي تدعمها واشنطن ضد «داعش» بعد انتزاع السيطرة على الموصل أكبر مدن شمال العراق.

دعم فرنسي

وسلم وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان دعوة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي لزيارة فرنسا، وشدد الوزيران الفرنسيان قبل لقائهما في أربيل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، على تمسك باريس بوحدة العراق ورفضها إثارة أي مشاكل تؤثر على الأوضاع فيه.

واعتبر لودريان، الذي وصل وبارلي مساء أمس الأول إلى العاصمة العراقية، واستقبلهما العبادي ومسؤولين حكوميين آخرين، أن العراق في «مرحلة انتقالية بين الحرب التي تقترب من نهايتها، وبداية عمليات الاستقرار والإعمار».

وقال لو دريان، الذي أعلن منح بغداد قرض بقيمة 430 مليون يورو، «نحن موجودون في الحرب، وسنكون موجودين في السلم»، مضيفا: «حتى إذا لم تنته معركتنا المشتركة ضد داعش، فإنها تدخل مرحلة الاستقرار والمصالحة وإعادة البناء».

وقالت بارلي، في المؤتمر الصحافي، «طالما أن عدونا المشترك لم يستأصل، فإن مشاركة فرنسا ستتواصل»، في إشارة إلى الضربات الجوية والقصف المدفعي الذي تقوم به القوات الفرنسية لإسناد القوات العراقية.

وبينما بحث الوزيران موضوع المقاتلين الفرنسيين مع «داعش»، تنوي فرنسا، التي ترغب في المشاركة في إعادة إعمار العراق التي تقدر كلفتها بما بين 700 وألف مليار دولار، المضي في الدعم العسكري المقدم لبغداد لاستعادة آخر جيوب «داعش» في الحويجة الواقعة والمناطق الواقعة على الخط الحدودي مع سورية.

في السياق، أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار، أمس، بمقتل ضابط في حرس الحدود وإصابة 5 أفراد بانفجار قرب الحدود مع السعودية.

رياح الاستقلال

في وقت يتوقع أن يحذر الوزيران الفرنسيان الأكراد من استفتاء الاستقلال المقرر في 25 سبتمبر المقبل، خيم التوتر على محافظة كركوك بعد أنباء عن خطف «مجاميع كردية» لنساء عربيات. وأكد النائب عن المكون التركماني في البرلمان نيازي معمار أوغلو، أمس، أن محافظ كركوك نجم الدين كريم «أخفق» في الحصول على التأييد اللازم في مجلس المحافظة للتصويت على قرار يقضي بمشاركة المحافظة في استفتاء انفصال إقليم كردستان عن بغداد.

وأوضح أوغلو، في بيان، أن «19 عضواً من مجلس المحافظة مؤيدين لقرار المشاركة بالاستفتاء من أصل 41 عضواً، وهذا لا يعطيه النصاب الكافي لتمرير القرار، لكونه بحاجة إلى 22 صوتاً».

وطالب معمار أوغلو بسحب الثقة من المحافظ، وسحب صلاحيات مجلس المحافظة في تقرير مصير المحافظة عبر إقرار مشروع قانون «انتخابات مجالس المحافظات». وشدد على أنه في حال تم التصويت مجددا، فإنه سيكون «غير دستوري».

في غضون ذلك، نفى «المجلس العربي» بمحافظة كركوك المختلطة بين العرب والأكراد، أمس، الأنباء التي تحدثت عن «اختطاف مجاميع كردية» تتبع الأجهزة الأمنية بالمحافظة نساء عربيات.

وكان «تحالف القوى العراقية» قال، أمس الأول، إن «مجموعات معلومة» لدى الأجهزة الأمنية في كركوك اختطفت 4 نساء عربيات الخميس الماضي.

تأييد الانفصال

في المقابل، اعتبر رئيس التحالف المدني الديمقراطي رئيس حزب «الأمة العراقي»، مثال الآلوسي، أن استفتاء انفصال إقليم كردستان، يمثل «أحد العناصر الأساسية لإقرار السلام وإيجاد تطور طبيعي وإقرار مجتمعات آمنة في المنطقة، عبر حصول الإنسان على حق تقرير مصيره في سياق فردي أو مجتمعي أو قومي»، مشدداً على تأييده لدعوات استقلال الإقليم ورفضه للتهديدات التي تأتي من دول الجوار وفي مقدمتها إيران.

وعن موقفه من الاستفتاء، أوضح الآلوسي، في تصريحات لشبكة «رووداو»، أمس، أنه يبارك «الخطوة الشجاعة»، وقال إن التحالف يعلم أنها خطوة تقف وسط بحر من الدول التي تريد أن تستمر في سياسة الاستبداد والهيمنة على الإنسان تحت ذرائع الدين أو القومية، ومع الأسف هذه هي حال جيران كردستان التي نسعى إلى أن تكون نقطة لبناء ديمقراطية تدافع عن حقوق الإنسان والمرأة لكي تصبح نموذجا للمنطقة.

ورأى أن نتيجة الاستفتاء قد تفضي إلى «تغير الخريطة السياسية للمنطقة وتحرير شعوب وإقرار سلام عادل».

«عربي كركوك» ينفي اختطاف «مجاميع كردية» لسيدات عربيات
back to top