على مدى يوم كامل، جسَّد فنانون من مناطق لبنانية عدة ومن العالم العربي بريشتهم معالم مدينة المنية اللبنانية الأثرية وزواياها وأحياءها القديمة وبعض شخصياتها التي تركت بصمات خالدة، واختتمت المناسبة باحتفال حضره حشد من أهل الثقافة والفكر والفن والسياسة.بدأ الاحتفال بكلمة ترحيب من عريف الاحتفال المحامي محمد الخير، ثم كانت مداخلات لرئيس بلدية المنية، ورئيس «جمعية الفكر والحياة» صالح حامد، والنائب كاظم الخير.
ركزت الكلمات على أهمية التكافل والتكاتف في سبيل النهوض بلبنان من خلال المواطنية والحكم الرشيد، وبدعم الأنشطة الثقافية والتربوية التي تحمي المجتمع من آفات الجهل، وبضرورة الوقوف إلى جانب المواهب والطاقات المنتجة، وأجمع المتحدثون على الولاء المطلق للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب والتفلت الأمني»، وشددوا على «إيلاء الشأن العام الاهتمام الدائم وعلى مساعدة الناس في الخدمات العامة والخاصة»، وشكروا «الفنانين التشكيليين الذي قدموا صورة فنية حضارية عن لبنان المحبة».
كلمة وزير الثقافة
ألقى ممثل وزير الثقافة ناصر عدرة كلمة الوزير غطاس الخوري، وأكد أن إيلاء الثقافة والفن أهمية قصوى في بناء مجتمعنا، هو السياسة التي تنتهجها حكومة الرئيس سعد الحريري، وقال: «ما أحوجنا اليوم إلى استنهاض مجتمعاتنا، فأنتم رسل السلام، وإذا كانت المعارك والإرهاب تعمل في عقول البعض، فإن عقولكم وأيديكم يعمل فيها الفن تجسيداً لثقافة السلام التي نريدها أن تعم، وإننا مدعوون إلى بناء المجتمعات الإنسانية الحرة المتنورة، وبناء الحضارة التي عرفها اللبنانيون منذ فجر التاريخ، وإننا نتطلع بكثير من الثقة والأمل إلى رقي فنكم، ونأخذ بالجدية مساراتكم الإبداعية، فنحن محكومون بالأمل، وهذا الأمل هو أنتم».وأضاف: «الآن يجلس بيننا فنانون شباب، مسلحون بالطموح والرغبة في التحليق في فضاء الفن، وهم قادرون على صنع المستحيل، ونحن معهم ندعمهم بكل ما أوتينا من قوة، فالفن والإبداع أقصر الطرق لتنمية الذوق ورقي السلوك الإنساني، إنكم الجيل القادر على قهر الظلام والإرهاب. وفي هذه المناسبة، أوجه التحية الى جيشنا الباسل الذي يخوض معركة الذود عن حياض الوطن، ونقولها بالفم الملآن: إننا مع جيشنا لقهر كل ما يعكر استقرار وطننا وسيادته على أراضينا، فالفن والسلام متلازمان لا يقبلان الانفصال، ولا يتعارضان بل يتوحدان من أجل إعلاء قيمة مجتمعاتنا الحضارية».عدرة أكّد أهمية تشجيع كل موهبة وإبراز،. وأن الأوان قد آن لإضاءة بعض شموع الأمل وإطفاء حرقة الألم التي تلم بشعب هذا الوطن الغالي، و«لا عجب أن يقام هذا المعرض في المنية، الأرض الخصبة في ولادة رجال فكر وأدب وفن». وتابع: «الفن تحرك واع، ونبيل، وإنساني، ومعرفي، يحرص على الحياة والتقدم ويرفع الإنسان في اتجاه الأخلاق والقيم العليا، وهذا ما نريده أن يتعمم، ثقافة الحياة التي نحرص عليها للحد من ثقافة الموت والتي لا تملك إلا لوناً واحداً هو السواد والظلام، فشكلوا بألوانكم وريشتكم وإزميلكم حياتنا وحياة وطنكم، فالفن ملاذ الأقوياء في نفوسهم، وصرخة إرادة الحياة إلى الذين لا يزالون يقبعون، ومع الأسف، في جاهلية ورجعة تعود إلى القرون الظلامية».وفي الختام، وزعت شهادات التقدير على الفنانين المشاركين، وأخذوا صوراً تذكارية مع المسؤولين. بعدها كانت جولة على النحاتين واللوحات والحرفيات.