برشلونة: مسيرة تحت شعار «لست خائفا» ردا على الإرهاب

نشر في 26-08-2017 | 18:44
آخر تحديث 26-08-2017 | 18:44
No Image Caption
يشارك عشرات الآلاف من الاسبان والاجانب في برشلونة السبت في مسيرة تحد للارهاب ردا على الاعتداءين الداميين اللذين وقعا الأسبوع الماضي واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنهما.

وسيتم توزيع ورود حمراء وصفراء وبيضاء، وهي ألوان ترمز إلى برشلونة، على المتظاهرين في التجمع الذي سيجري تحت شعار "لست خائفا".

ولا تزال المدينة المتوسطية تعيش حالة حداد منذ دهست شاحنة حشودا في شارع لا رامبلا باقليم كاتالونيا في 17 اغسطس، قبل أن يقع اعتداء مماثل بعد ساعات في بلدة كامبريلس الساحلية القريبة. واوقع الاعتداءان 15 قتيلا.

ودعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الاسبان إلى المشاركة بكثافة في التظاهرة تعبيرا عن "حبهم" وتضامنهم مع كاتالونيا.

وفي حدث نادر، سيكون العاهل الاسباني فيليبي السادس اول ملك ينضم الى تظاهرة من هذا النوع منذ اعادة النظام الملكي في 1975.

وضربت أوروبا سلسلة من الاعتداءات الدامية التي شنها إسلاميون متطرفون باستخدام وسائل لا تحتاج إلى تقنية عالية مثل الهجمات باستخدام مركبات أو سكاكين، أو احيانا كلاهما، كأسلحة. ومساء الجمعة، هاجم بلجيكي من اصل صومالي جنودا بسكين في بروكسل قبل ان يُردى. وبعد وقت قصير، تم توقيف رجل أمام قصر باكينغهام بلندن بعد ان اصاب عنصري شرطة بجروح باستخدام "سيف" بسيارته وعلى وقع هتاف "الله أكبر".

وأفاد رئيس الوزراء الاسباني الجمعة أن الملك سيشارك في المسيرة للتعبير عن "حبه لأهالي برشلونة وكامبريلس وكاتالونيا"، مضيفا "هناك، مع المجتمع الكاتالوني بأسره واسبانيا كلها نعطي مجددا رسالة واضحة من أجل الوحدة وإدانة الإرهاب والحب لمدينة برشلونة".

وتتناقض تصريحات راخوي مع انتقاداته السابقة للقادة الكاتالونيين، الذين دخل في سجال معهم على خلفية سعيهم لاجراء استفتاء على الاستقلال في الاول من اكتوبر.

لكن الاعتداءات قلبت المعطيات وسيقف راخوي إلى جانب رئيس الإقليم الانفصالي كارلس بودجمون للتعبير عن الوحدة في وجه العنف. وسيحضر الرجلان المسيرة التي ستنطلق في الساعة 18،00 (1600 ت غ).

ومساء الجمعة، شارك الآلاف في مسيرة ضد الإرهاب في كامبريلس حيث هتفوا "لست خائفا".

وسيتم تكريم الأشخاص الذين ساعدوا الضحايا الأسبوع الماضي عبر ترك قيادة المسيرة لهم.

وبين هؤلاء عناصر من القوى الأمنية وفرق الطوارئ والسكان وأصحاب المحال التجارية في لا رامبلا إلى جانب سائقي سيارات الأجرة الذين نقلوا الناس مجانا.

وسيتقدم المسيرة أشخاص مثل مونتسي روفيرا (53 عاما)، رئيسة جهاز الطوارئ الاجتماعية في بلدية المدينة التي ساعدت فرقها الأشخاص الذين أضاعوا احباءهم وفقدوا الاتصال بهم أثناء الهجوم.

وخلال الأيام التي تلت الاعتداءات، عملت مع زملائها على دعم العائلات نفسيا لدى تلقيهم أنباء سيئة وقدموا المساعدة لفرق أخرى على غرار الأطباء وعناصر الاطفاء.

وقالت "هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون،" مضيفة أنه حتى المعالجين النفسيين انهكوا.

وبالنسبة لسراي غوميز، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عاما وتعمل في كشك لبيع الزهور مباشرة أمام الموقع الذي شهد نهاية اعتداء الشاحنة، فإنه من الضروري "توصيل رسالة وحدة وسلام".

وقالت "من الضروري أن يتم التفريق بين الإسلام والجهاديين كون المسلمين هم أول المتأثرين" بهذا النوع من الهجمات.

وستنتهي المسيرة عند "بلازا دي كاتالونيا" (ساحة كاتالونيا) قرب لا رامبلا حيث سيقدم عازفا تشيللو مقطوعة "أنشودة العصافير"، وهو لحن كاتالوني تقليدي بات رمزا للسلام.

واشتهرت المقطوعة بعدما عزفها مؤلفها باو كازالس في البيت الابيض في 1961 تعبيرا عن رفضه الحكم الديكتاتوري لفرانسيسكو فرانكو.

وستقام مسيرات أخرى مشابهة في مدن أخرى في أنحاء اسبانيا، بينها مدريد وفالينسيا وفيغو.

ولم يكن سوى عدد صغير من السياح في شوارع برشلونة على علم بالمسيرة صباح السبت.

إلا أن يسوسا سوليس، وهي مدرسة فيليبينية تبلغ من العمر 47 عاما، أكدت أنها قدمت من مدريد خصيصا للمشاركة.

وقالت "علينا أن ندعم بعضنا البعض ضد العنف،" مشيرة إلى الحرب الدامية التي تخوضها بلادها ضد المجموعات الإرهابية.

back to top