«مشوار النجوم»... صفقات تجارية بين النجم والقناة؟
الجسمي ودياب ومنير وحسني الأشهر وشيرين وحماقي قريباً
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تقديم المطربين مشوار حياتهم من خلال برنامج يُذاع على القنوات الفضائية، حتى لو كان المطرب لا يملك التاريخ الذي يؤرِّخ له.
حول هذه الظاهرة، وهل هي أقرب إلى الصفقات التجارية، كانت لنا هذه المتابعة.
حول هذه الظاهرة، وهل هي أقرب إلى الصفقات التجارية، كانت لنا هذه المتابعة.
أكَّد المطرب والملحن مصطفى كامل أن مشواره الفني يمتدّ إلى 27 عاماً، تخللها نجاح وفشل، وصنع خلالها اسماً يفتخر به، كمطرب وملحن ومؤلف ومنتج. كذلك أصبح نقيباً للموسيقيين في مصر.هذا المشوار من الجهد والتعب يستحق أن يُقدمه للجمهور، كما قال كامل، كي يعرف كيف وصل وحقّق النجاح، وما مرّ به من مراحل في مشواره، ويعطي نموذجاً للأجيال المقبلة التي تريد النجاح السهل من دون جهد أو تعب. وأضاف كامل أن من حق أي فرد أن ينتقد البرامج التي تعرض مشوار النجوم، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن ثمة فنانين يخوضون مشواراً فنياً حقيقياً، وأن ثمة جمهوراً يريد أن يعرف كيف حقّق نجمه النجاح. كامل انتهى من تسجيل مشوار حياته في «رحلة عمري»، وسيُعرض قريباً على إحدى القنوات.
بدوره، رأى إيمان البحر درويش أن الفنان يلجأ إلى هذه البرامج عندما يكون تاريخه غير كاف، ويضطر إلى تذكير الجمهور بنجاحه والجهد الذي بذله كي يصل إلى ما هو عليه، ويصنع لنفسه قيمة لم تصنعها له أعماله. وأضاف الفنان المصري أن النجوم الكبار الذين صنعوا تاريخاً حقيقياً أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب لم يصوروا مشوارهم، لأنهم يعلمون جيداً أن أعمالهم في ذاكرة الجمهور ولا تحتاج إلى من يُذكره بها.كذلك أشار إيمان البحر درويش إلى الأجر المدفوع في هذه البرامج، مؤكداً أنه أحد أسباب الموافقة عليها، وتقدمها القنوات الفضائية بحثاً عن نسبة المشاهدة وعائد الإعلانات.وتفضل مروة نصري، كما قالت، أن يتحدث الجمهور عن النجم وعن تاريخه وأعماله، وهي رأت أن البرامج التي تعرض مشوار الفنانين صفقة تجارية بين المطرب والقناة. وأضافت أن كبار الفنانين لم يظهروا في مثل هذه البرامج لأنهم على ثقة في أن تاريخهم باق في وجدان الجمهور، وأنهم ليسوا في حاجة إلى الحديث عن أنفسهم، بل يكفيهم أعمالهم التي تتحدث عنهم وعن قيمتهم، موضحة أنها رغم حبها لمحمد منير وعمرو دياب فإنها لم تتابع برنامجيهما، لأنها تُفضل سماع أغانيهما ومشاهدة أعمالهما فحسب.
فوضى وادعاء
في السياق نفسه، ذكر الملحن الكبير هاني مهنى أن برامج مشوار النجوم جزء من حالة الفوضى والعشوائية التي تُسيطر على الساحة الغنائية، إذ يبحث كل فرد عن مصلحتة المادية من دون أي منطق أو مبرر لما يفعله، مضيفاً أن الأسماء التي قدّمت مشوار حياتها لا تستحق أن تُؤرخ مسيرتها وليس لديها من النجاح أو الإبداعات ما يستحق أن يُقال، والأمر لا يزيد عن كونه مكسباً مادياً للنجم وللقناة ومحاولة بائسة لعمل تاريخ وهمي واصطناع قيمة كبيرة لفنان بلا قيمة، أو صاحب مشوار عادي جداً. كذلك يسأل: «لكل إنسان في الحياة مشواراً مليئ بالصعاب والمشاكل والنجاح والفشل، فهل هذا كاف لتقديم قصة حياته كنموذج للجمهور؟». أضاف: «لا بد من أن يكون الفنان صاحب إنجاز حقيقي يعلمه الجميع أو أحدث تطوراً أو له أعمال عظيمة خلّدت اسمه، وجعلت منه حالة خاصة في تاريخ الفن، مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم، الذين رفضوا جميعاً كتابة مذكراتهم أو تسجيل مشوار حياتهم في حلقات، رغم قيمتهم التي يعلمها الجميع، إذ رأوا أن كتابة المشوار تأتي في النهاية، وهم حتى لحظة رفضهم لم يقرروا الاعتزال».تابع: «محمد حماقي أو تامر حسني أو حسين الجسمي، هل انتهى مشوارهم كي نصوِّره أو نكتبه أم أنهم سينتجون أعمالاً بعد؟ مع كامل الاحترام للجسمي، أليس طلال مداح أو محمد عبده أو عبد الكريم عبد القادر أو أبو بكر سالم مشوارهم أطول من مشواره، فهل صوّروا مشوارهم، أو كتبوا مذكرات؟».الملحن الكبير حلمي بكر قال إن من حق كل إنسان أن يدَّعي ما يشاء، ويرى أنه صاحب قيمة وتاريخ، ولكن الملاحظ أن الفنانين الذين سجلوا مشوار حياتهم في برامج لا يستحقون ذلك وأنهم بلا تاريخ، وحاولوا صناعة قصة كفاح، بالإضافة إلى الأجر الكبير الذي حصلوا عليه. وأضاف أنه شاهد على رفض الموسيقار الراحل عبد الوهاب عروض كتابة مذكراته ومشوار حياته، وقال: «عن أي مشوار وأية مذكرات نتحدث؟ الأعمال موجودة والناس يسمعونها، وهذا يكفي».رأي النقد
أكدت الناقدة ماجدة خيرالله أن البرامج التي تعرض مشوار الفنان صفقة تجارية بين النجم والقناة التي تضمن له ظهوره اللافت، كذلك يعرض عدداً من أغانيه وكواليسها، بالإضافة إلى التحدّث إلى عدد من أصدقائه النجوم حول صفاته الحسنة. تصنع هذه البرامج له مشواراً وهمياً يُعرض على الجمهور، فيتحدث عن معاناته وطريقه الصعب. وأضافت: «غالبية النجوم الذين قدموا هذه البرامج بلا تاريخ ولا قيمة، ومن الطبيعي أن مشوار أي شخص تتخلله مساحات من النجاح والفشل، ومن يستحق أن يُقدم مشوار حياته في برنامج للجمهور والأجيال المقبلة لا بد من أن يكون نجماً له قيمة وأضاف جديداً إلى الغناء أو التمثيل، أو «أحدث طفرة فنية» يجب إيضاحها مثل سيد درويش، أو عبد الوهاب، أو عبد الحليم، أو بليغ حمدي، أو حتى حميد الشاعري مع الاختلاف على ما قدمه. لكننا شاهدنا في هذه البرامج مطربين حققوا النجاح والشهرة، فأين الإعجاز في هذا؟».وختمت: «الجمهور أذكى مما يعتقد البعض، وهو يتعامل مع هذه البرامج كوسيلة للتسلية يتابعها قليلاً ثم ينصرف عنها، ويعلم جيداً أن هذا الفنان أو ذاك بلا تاريخ ولا مشوار».
الملاحظ أن الفنانين الذين سجلوا مشوار حياتهم في برامج لا يستحقون ذلك ... حلمي بكر